للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(ما بين بيتي ومنبري) قال الطبري: في المراد ببيتي هنا قولان. أحدهما القبر، قاله زيد بن أسلم، كما روي مفسراً "بين قبري ومنبري" وروي "ما بين حجرتي ومنبري" قال الطبري: والقولان متفقان، لأن قبره في حجرته، وهي بيته. اهـ قال الحافظ ابن حجر: كذا للأكثر "ما بين بيتي ومنبري" ووقع في رواية ابن عساكر وحده "قبري" بدل "بيتي" وهو خطأ. نعم وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات، وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ القبر، فعلى هذا المراد بالبيت في قوله "بيتي" أحد بيوته، لا كلها، وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره، وقد ورد الحديث بلفظ "ما بين المنبر وبيت عائشة ... " أخرجه الطبراني في الأوسط.

ونقل عن بعضهم أن المسافة بين المنبر والبيت الذي فيه القبر الآن ثلاثة وخمسون ذراعاً، وقيل: أربعة وخمسون وسدس، وقيل: خمسون إلا ثلثي ذراع، قال الحافظ ابن حجر: وهو الآن كذلك، فكأنه نقص، لما أدخل من الحجرة في الجدار.

(روضة من رياض الجنة) قال الحافظ ابن حجر: أي كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة، وحصول السعادة، بما يحصل من ملازمة حلق الذكر، لا سيما في عهده صلى الله عليه وسلم، فيكون تشبيهاً بغير أداة. أو المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة، فيكون مجازًا [مرسلًا بذكر المسبب وإرادة السبب] أو هو على ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقية، بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة. قال الحافظ: هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث، وهي على ترتيبها هذا في القوة.

(ومنبري على حوضي) قال الحافظ ابن حجر: أي ينتقل يوم القيامة، فينصب على الحوض، وقال الأكثر: المراد منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه، وقيل: المراد المنبر الذي يوضع له يوم القيامة، والأول أظهر، [لارتباطه بالمنبر السابق] وقيل: معناه أن قصد منبره، والحضور عنده، لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه إلى الحوض، ويقتضي شربه منه. والله أعلم.

-[فقه الحديث]-

في الحديث فضل هذه البقعة على أي وجه من أوجه التأويلات السابقة، لكن هل يدل ذلك على أن المدينة أفضل من مكة، على أساس أن ما قرب من الأفضل أفضل؟ قيل ذلك، وفيه نظر، لأن ما قرب من الأفضل لا يلزم أن يكون أفضل مما بعد، وإلا لكانت الجحفة مثلاً أفضل من مكة، ولا قائل به.

والله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>