-[المباحث العربية]-
(وجع أبو موسى وجعا) وجع -بكسر الجيم-: أصابه وجع وألم. وأبو موسى هو الأشعري وقوله: "وجعا" مفعول مطلق مؤكد للفعل أي وجع وجعا بالغا.
(فغشي عليه) بضم الغين وكسر الشين، وفي الرواية الثانية "أغمي على أبي موسى" ومعناهما واحد، أي أصابته غيبوبة من شدة المرض.
(ورأسه في حجر امرأة من أهله) جملة حالية، "حجر" بفتح الحاء وكسرها لغتان.
(فصاحت امرأة من أهله) أي صرخت ببكاء، وهذه المرأة غير السابقة، فإن النكرة إذا أعيدت نكرة كانت الثانية غير الأولى، يؤيده الرواية الثانية "وأقبلت امرأته أم عبد الله" فالتي صاحت أم عبد الله، والتي حملت رأسه في حجرها أم أبي بردة.
(فلم يستطع أن يرد عليها شيئا) من الكلام إما لشدة الوجع، وإما لغيبوبته، وهو الأنسب لقوله: "فلما أفاق".
(أنا بريء مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم) أصل البراءة: الانفصال، والمراد منها هنا التخلي والبعد عن التبعية والإثم، وكان الظاهر أن يقول: "ممن برئ" كما قال في الرواية الثانية: "ممن حلق". قال النووي: كذا هو في الأصول "مما" وهو صحيح، أي من الشيء الذي برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(بريء من الصالقة) وهي التي تصرخ وتصيح، وترفع صوتها بالبكاء عند المصيبة والصالقة والسالقة -بالصاد والسين- لغتان، ومنه قوله تعالى: {سلقوكم بألسنة حداد} [الأحزاب: ١٩] وعليه صحت الرواية الثانية "أنا بريء ممن حلق وسلق" وحكي عن ابن الأعرابي: أن الصلق ضرب الوجه، والأول هو الذي عليه أهل اللغة.
(والحالقة) هي التي تحلق شعرها عند المصيبة.
(والشاقة) هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، أي والشاقة جيبها، وهو المراد من الخرق في الرواية الثانية، إذ خرق الثوب شقه.
(تصريح برنة) بفتح الراء وتشديد النون، والرنة: صوت مع البكاء فيه ترجيع.
(ألم تعلمي) مفعولا "تعلمي" محذوفان، أي ألم تعلمي ما حدثتك به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعيد الصالقة؟ والاستفهام تقريري أي: أقري بأنك تعلمين، وأني علمتك.
(وكان يحدثها) وكان قبل الإغماء قد حدثها مرارا، فالتعبير بالمضارع للتجدد.