(صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهما) جمع "خصوم" و"أصوات" باعتبار من حضر الخصومة، فإنهم ينضمون إلى أحد الخصمين، ويتكلمون، وثنى باعتبار الخصمين، أو كأن التخاصم من الجانبين بين جماعة، فجمع، ثم ثنى باعتبار جنس الخصم، وليس فيه حجة لمن جوز صيغة الجمع بالاثنين، كما زعم بعض الشراح. كذا قال الحافظ ابن حجر. وهو كما قال في جمع "خصوم" وتثنية الضمير، أما إفراد "صوت" في الأول وجمعه "أصوات" في الثاني فلأن الصوت مصدر يطلق على القليل والكثير، مثل "عدو" وقد بدأ وصول الصوت إليه بجملة، ثم كثر، و"عالية" يجوز فيه الجر على الصفة، والنصب على الحال، والمراد من الباب باب إحدى بيوته صلى الله عليه وسلم، والظاهر أنه بيت عائشة، والمراد قريبًا من الباب.
(وإذا أحدهما يستوضع الأخر) أي يطلب منه أن يضع عنه، ويسقط عنه بعض الدين، وهو المعروف في الفقه بالحطيطة.
(ويسترفقه في شيء) أي ويطلب منه أن يرفق به، وقد وقع بيان هذا الشيء، وأن المخاصة كانت في ثمر بين البائع والمشتري في رواية ابن حبان.
(وهو يقول) أي والآخر يقول.
(والله أفعل) هذا ولا ذاك، أي لا أضع ولا أنقص الثمن أو الدين، ولا أرفق بك فأؤخره، أو أمنحك ما يزيل خصومتك ويرضيك.
(فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم) من بيته إليهما.
(أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ )"المتألي" بضم الميم وفتح التاء وفتح الهمزة وكسر اللام المشددة. أي الحالف المبالغ في اليمين، مأخوذ من الألية، بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الياء، وهي اليمين.
(فله أي ذلك أحب) أي فلخصمي أي الأمرين أحب، الوضع أو الرفق.
(أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينًا) أي طالبه به، وأراد قضاءه، و"حدرد" بفتح الحاء وسكون الدال وفتح الراء بعدها دال، وفي الرواية التاسعة "فلقيه" أي في المسجد.
(فخرج إليهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى كشف سجف حجرته) بكسر السين وفتحها مع سكون الجيم، الستر، فخروجه صلى الله عليه وسلم بروزه، والمعلوم أن بعض حجراته صلى الله عليه وسلم كان يسترها عن المسجد ستر.
(قال صلى اللَّه عليه وسلم: قم فاقضه) أي قال للمدين بعد أن حط الدائن عنه النصف - قم