للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا في لغة قليلة شاذة، والمراد به هنا جارية، ولذلك وصف بالمؤنث "واحدة" وأعيد الضمير عليها مؤنثًا "فلطمها - اعتقوها - غيرها - فليستخدموها - استغنوا عنها - سبيلها" أما قوله في الرواية الخامسة "وما لنا خادم غير واحد" والمراد من الخادم الجارية نفسها، وأعيد الضمير عليها مذكرًا باعتبارها إنسان، وكذلك في "فلطمه" و"أن نعتقه".

(قال: فليستخدموها) في الكلام التفات من المخاطبين "أعتقوها" إلى "فليستخدموها، فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها" و"فليخلوا" بضم الياء، وفتح الخاء، وتشديد اللام.

(عن هلال بن يساف) بفتح الياء وكسرها، ويقال أيضًا: أساف.

(عجل شيخ، فلطم خادمًا له) أي تعجل رجل كبير بسبب غضبه، فلطم ... ، وفي ملحق الرواية الرابعة "كنا نبيع البز" ... فخرجت جارية، فقالت لرجل منا كلمة، فلطمها" وفي الرواية الخامسة "عن سويد بن مقرن أن جارية له لطمها إنسان" والقصة واحدة، وظاهر الروايات التعارض. فجارية من هي؟ ومن اللاطم؟ ويمكن الجمع بينها باحتمال أن يكون اللاطم أخًا لسويد، كان مع البائعين مشتريًا، والجارية له، ولسويد، فهو الشيخ العجل، وهو الرجل من الرجال المجتمعين للبيع والشراء، وهو الإنسان الذي لطم جارية له، والبز بفتح الباء، نوع من الثياب، ويطلق على السلاح.

(عجز عليك إلا حر وجهها؟ ) "عجز" يعجز بفتح الجيم في الماضي، وكسرها في المضارع، يقال: عجز عن كذا إذا ضعف، ولم يقدر عليه، ويقال بكسر الجيم في الماضي، وحر كل شيء أفضله وأرفعه، و"حر الوجه" بضم الحاء وتشديد الراء صفحته وما رق من بشرته، والاستثناء مفرغ، و"حر" فاعل "عجز". والمعنى عجزت عن ضربها في مكان ما إلا في وجهها وخدها؟

(أما علمت أن الصورة محرمة؟ ) صورة الإنسان في وجهه، أي أما علمت أن الوجه، أي ضرب الوجه محرم، ففي الحديث "إذا ضرب أحدكم العبد فليجتنب الوجه" إكرامًا للوجه، لأن فيه محاسن الإنسان، وأعضاءه المشخصة، وإذا حصل فيه شين أو عيب كان أقبح.

(كنت أضرب غلامًا لي بالسوط) الظاهر أنه كان يضربه بالطريق.

(فسمعت صوتًا من خلفي: اعلم أبا مسعود ... ) في بقية الرواية "فلم أفهم الصوت من الغضب" أي لم أنتبه إلى ألفاظه، ولا إلى مصدره، بسبب ما كان يشغلني من الغضب، والظاهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اعلم أبا مسعود" ثلاث مرات أو أكثر، ليوقفه عن الضرب، يناديه: يا أبا مسعود. يا أبا مسعود. يا أبا مسعود، لينتبه إلى المنادى، ويترك ما هو فيه، ولذلك لم يذكر ما يريد أن يعلمه به، إلا بعد أن توقف وانتبه.

(فألقيت السوط من يدي) في ملحق الرواية: "فسقط من يدي السوط من هيبته" أي ألقى السوط دون شعور كامل، ودون إرادة كاملة، فأشبه السقوط دون إرادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>