للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النووي: هكذا هو في جميع الأصول "فيم"؟ بالفاء والياء، وهو صحيح، وتكون "في" للسببية، أي بسبب ماذا أطهرك؟ اهـ مثلها في قوله صلى الله عليه وسلم "دخلت امرأة النار في هرة حبستها".

(ثم سأل قومه؟ فقالوا: ما نعلم به بأسًا) كذا في الرواية الثامنة، وفي الرواية التاسعة سألهم: "أبه جنون؟ فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: أشرب خمرًا"؟ وفي الرواية العاشرة "فقال: أتعلمون بعقله بأسًا؟ تنكرون منه شيئًا؟ فقالوا: ما نعلمه إلا وفي العقل" أي كامله ووفيره "من صالحينا، فيما نرى" بضم النون، أي فيما نظن ... " "فأخبروه أنه لا بأس به، ولا بعقله".

(إلا أنه أصاب شيئًا) الاستثناء منقطع، بمعنى لكنه، والمراد من الشيء جريمة الزنا، ويمكن أن يكون متصلاً وأن الزنا نقص في العقل. وفي الرواية العاشرة أن سؤال قومه تكرر فيحمل على سؤال بعضهم مرة، وبعضهم مرة، للاستيثاق.

(فرجمه) أي أمر برجمه، وفي الرواية السادسة والسابعة والتاسعة والعاشرة "فأمر به، فرجم" وفي الرواية الثامنة "فأمرنا أن نرجمه".

(فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد) وهو مقبرة أهل المدينة، وأصل البقيع المكان المتسع، ذو الأشجار المختلفة، والغرقد نوع من الشجر، من الفصيلة الباذنجانية، تؤكل ثمرتها، وتسمى الغرقد.

(فما أوثقناه، ولا حفرنا له) في الرواية العاشرة "فلما كان الرابعة حفر له حفرة" قال الحافظ ابن حجر: يمكن الجمع بأن المنفى حفرة عميقة، لا يمكنه الوثوب منها، والمثبت حفيرة صغيرة، أمكنه الوثوب منها، أو أنهم في أول الأمر لم يحفروا، ثم لما فر، فأدركوه حفروا له حفرة لا يمكنه الوثوب منها، فانتصب لهم فيها، حتى فرغوا منه.

(فرجمناه بالمصلى) المراد مصلى الجنائز ببقيع الغرقد.

(فرميناه بالعظم والمدر والخزف) "المدر" بفتحات الطين اللزج المتماسك، و"الخزف" بفتحات، الآنية التي تتخذ من الطين المحروق، والمراد ما تكسر منها.

(فاشتد، واشتددنا خلفه، حتى أتى عرض الحرة، فانتصب لنا) "اشتد" أي جرى وأسرع، وفي الرواية الرابعة "فلما أذلقته الحجارة هرب، فأدركناه بالحرة" أي فلما أصابته الحجارة بحدها، وآلمته هرب، و"عرض الحرة" بضم العين وسكون الراء، والحرة بفتح الحاء، أي جانب الأرض ذات الحجارة السوداء، وهي منطقة مشهورة بظاهر المدينة.

(فرميناه بجلاميد الحرة) فسرها الراوي بحجارة الحرة، جمع جلمود بضم الجيم، وهو الصخر.

(حتى سكت) قال النووي: هو بالتاء في آخره. هذا هو المشهور في الروايات. قال القاضي عياض: ورواه بعضهم "سكن" بالنون، والأول الصواب، ومعناه مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>