ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين* ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله} [الأنفال: ٤٥ وما بعدها].
-[ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم]-
١ - استدل بقوله "لا تمنوا لقاء العدو" على منع طلب المبارزة وهو رأي الحسن البصري وكان علي رضي الله عنه يقول: لا تدع إلى المبارزة فإذا دعيت فأجب تنصر لأن الداعي باغ.
٢ - وفي الدعاء المذكور التنبيه على عظم النعم الثلاث فإن بإنزال الكتاب حصلت النعمة الأخروية وهي الإسلام وبإجراء السحاب حصلت النعمة الدنيوية وهي الرزق وبهزيمة الأحزاب حصل حفظ النعمتين وكأنه قال: اللهم كما أنعمت بعظيم النعمتين الأخروية والدنيوية وحفظتهما فأبقهما.
٣ - وفيه الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة أي الدعاء عليهم بالهزيمة وإن انهزموا لا يقر لهم قرار.
٤ - وفي حديث ابن أبي أوفى صحة رواية المكاتبة والعمل بها قال الدارقطني: اتفاق البخاري ومسلم على روايته حجة في جواز العمل بالمكاتبة والإجازة وبه قال جماهير العلماء من أهل الحديث والأصول والفقه ومنعت طائفة الرواية بها. قال النووي: وهذا غلط.
٥ - قال المهلب: في هذه الأحاديث جواز القول بأن قتلى المسلمين في الجنة لكن على الإجمال لا على التعيين.
٦ - عن قوله في الرواية الرابعة "اللهم إنك إن تشأ لا تعبد في الأرض" قال النووي: فيه التسليم لقدر الله تعالى والرد على غلاة القدرية الزاعمين أن الشر غير مراد ولا مقدر -تعالى الله عن قولهم- وجاء في هذه الرواية أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا يوم أحد وجاء أنه قاله يوم بدر وهو المشهور في كتب السير والمغازي ولا معارضة بينهما فقاله في اليومين.