(فبعت الدرع) ذكر الواقدي أن الذي اشتراه منه حاطب بن أبي بلتعه وأن الثمن كان سبع أواق.
(فابتعت به مخرفا في بني سلمة) أي فاشتريت به مخرفا بفتح الميم والراء ويجوز كسر الراء أي بستانا سمي بذلك لأنه يخترف منه الثمر أي يجتني يقال: خرف الثمر خرفا وخرافا جناه في الخريف وقيل: المخرف السكة من النخل تكون صفين يخرف من أيهما شاء وقال ابن وهب: هي الجنينة الصغيرة وقال غيره: هي نخلات يسيرة وأما المخرف بكسر الميم وفتح الراء فهو الوعاء الذي يجعل فيه ما يجتني من الثمار وقال القاضي: رويناه بفتح الميم وكسر الراء كالمسجد. أي مكان الخرف وجني الثمار وبنو سلمة بكسر اللام قاله النووي وهم بطن من الأنصار وهم قوم أبي قتادة.
(فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام) هو بالثاء بعد الألف أي اقتنيته وتأصلته وأثلة الشيء أصله وفي ملحق الرواية لم يذكر "في الإسلام".
(كلا لا يعطيه أصيبغ من قريش) قال القاضي: اختلف رواة كتاب مسلم في هذا الحرف أحدهما "أصيبغ" بالصاد والغين والثاني "أضيبع" بالضاد والعين وكذا اختلف فيه رواة البخاري فعلى الثاني هو تصغير ضبع على غير قياس كأنه لما وصف أبا قتادة بأنه أسد صغر هذا بالإضافة إليه وشبهه بالضبيع لضعف افتراسها وما توصف به من العجز والحمق وأما على الوجه الأول فوصفه به لتغير لونه وقيل: حقره وذمه بسواد لونه وقيل: معناه أنه صاحب لون غير محمود وقيل: وصفه بالمهانة والضعف قال الخطابي: الأصيبغ نوع من الطير قال: ويجوز أنه شبهه بنبات ضعيف يقال له: الصيبغا أول ما يطلع من الأرض يكون مما يلي الشمس منه أصفر.
(بينا أنا واقف في الصف يوم بدر نظرت)"بينا" هي "بين" الظرفية أشبعت الفتحة منصوب بمعنى المفاجأة في "فإذا أنا بين غلامين" ويضاف إلى جملة ويحتاج إلى جواب والمعنى فاجأني وجودي بين غلامين وقت وقوفي في صف القتال يوم غزوة بدر ووقت نظري يميني وشمالي والغلام من فوق البلوغ وهو الطار الشارب.
(تمنيت لو كنت بين أضلع منهما) قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ "أضلع" بالضاد وبالعين وكذا حكاه القاضي عن جميع نسخ صحيح مسلم وهو الأصوب قال: ووقع في بعض روايات البخاري "أصلح" بالصاد والحاء قال النووي: وكذا في حاشية بعض نسخ صحيح مسلم ولكن الأول أصح وأجود مع أن الاثنين صحيحان ولعله قالهما جميعا ومعنى "أضلع" أقوى أفعل من الضلاعة وهي القوة.
(لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا)"سوادي سواده" بفتح