صلاته {إذا جاء نصر الله والفتح* ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا* فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
-[المباحث العربية]-
(وفدت وفود إلى معاوية) يقال: وفد على القوم وإليهم بفتح الفاء يفد بكسرها وفدا ووفودا ووفادة. قدم وقائل ذلك عبد الله بن رباح ولما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عن أبي هريرة قال في الإسناد: عن أبي هريرة وكان الأولى أن يقول: عن عبد الله بن رباح قال: وفدت وفود ... إلخ وفي الرواية الثانية "وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان وفينا أبو هريرة".
(فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام) في الرواية الثانية "فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لأصحابه"
(فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله) أي كان أبو هريرة من الأشخاص الذين يدعوننا بكثرة إلى منازلهم ورحالهم ويعني هذا أن بعضهم كان مقلا وبعضهم كان مكثرا.
(فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي؟ ) أي قلت في نفسي أو لأهلي أحضها على أن تفعل.
(ثم لقيت أبا هريرة من العشي) أي آخر النهار.
(فقلت: الدعوة عندي الليلة فقال: سبقتني؟ ) على الاستفهام وفي الرواية الثانية: "فقلت: يا أبا هريرة اليوم نوبتي".
(فدعوتهم فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ) أي أعرض عليكم أن أعلمكم وأخبركم وفي الكلام طي أوضحته الرواية الثانية وفيها "فجاءوا إلى المنزل ولم يدرك طعامنا -يقال: أدرك التمر أي نضج أي لم ينضج طعامنا- فقلت: يا أبا هريرة: لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حتى يدرك طعامنا؟ فقال .. ".
(أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة) أي أقبل من المدينة في أول رمضان بعد ثمان سنوات ونصف السنة من الهجرة ليفتح مكة وسار بأصحابه حتى قارب مكة.
(فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالدا على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي) في الرواية الثانية "فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة وبطن الوادي" والمجنبة بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون من الجيش جناحه وهما مجنبتان بينهما القلب.