(جعله الله معي يوم القيامة) معية شرف وتنعم وصحبة وقد جاءت هذه العبارة هنا ثلاث مرات بنفسها وفي رواية البيهقي "جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة" في المرة الأولى.
(فقال: قم يا حذيفة) في رواية البيهقي "فقال أبو بكر: ابعث حذيفة فقال اذهب فقلت: أخشى أن أؤسر؟ قال: إنك لن تؤسر".
(فلم أجد بدا -إذ دعاني باسمي- أن أقوم) أي لم أجد مندوحة ولا عوضا ولا مفرا من القيام وقت أن ناداني باسمي.
(ولا تذعرهم علي) بفتح التاء وسكون الذال أي لا تفزعهم ولا تحركهم علي ولا تنفرهم ولا تثرهم على نفسك لأنهم إن أخذوك أو آذوك كان ذلك ضررا علي لأنك رسولي وصاحبي.
(فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام) الحمام من الحميم وهو الماء الحار يقال: حم الماء حمما بفتح الميم سخن يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس ولم يجد من تلك الريح الشديدة شيئا بل عافاه الله منه ببركة إجابته للنبي صلى الله عليه وسلم وذهابه فيما وجهه له واستمر ذلك اللطف به حتى عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص ما حصل ثم عاد إليه البرد الذي يجده الناس وفي رواية الحاكم "فدعا لي فأذهب الله عني القر والفزع".
(حتى أتيتهم) أي حتى أتيت منزل الكفار وفي رواية الحاكم "فدخلت عسكرهم فإذا الريح لا تجاوزه شبرا".
(فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار) "يصلي" بفتح الياء وسكون الصاد وكسر اللام أي يدفئ ظهره بتعريضه لحرارة النار وفي كتب اللغة: صلى الشيء -بفتح اللام مخففة- يصليه -بفتح الياء وسكون الصاد- صليا -بسكون اللام- ألقاه في النار وصلى النار وبها -بفتح الصاد وكسر اللام وفتح الياء- يصلى -بفتح الياء وسكون الصاد وفتح اللام- احترق وفي القرآن الكريم {لا يصلاها إلا الأشقى} [الليل: ١٥] وأصلاه النار وصلاه النار وبها وفيها وعليها شواه.
(فوضعت سهما في كبد القوس) أريد أن أرميه بسهم وكبد كل شيء وسطه.
(فأخبرته بخبر القوم) عددهم وأسلحتهم وطوائفهم وأمتعتهم إلخ.
(فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها) أي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا فيه من البرد فغطاني بطرف عباءة كانت عليه.
(فلما أصبحت) أي دخلت في الصباح بطلوع الفجر.
(قم يا نومان) بفتح النون وسكون الواو وهو كثير النوم وأكثر ما يستعمل في النداء.