(أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد) في الكلام هنا حذف والأصل: فيأخذه فيجيء به فيضعه .. إلخ وعند البخاري "أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد"؟ والسلا مقصور بفتح السين وتخفيف اللام وهو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان وهو غشاء رقيق ويسمى من الآدمية "المشيمة".
(فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه) في الكلام حذف أي فذهب أشقى القوم فأخذه فجاء به فانتظر حتى سجد فلما سجد وضعه يقال: بعثه يبعثه بفتح العين أي أرسله وحده فانبعث وفي رواية "أشقى قوم" بالتنكير ففيه مبالغة أي أشقى الناس عموما لكن المقام يقتضي الأول لأن الشقاء هنا بالنسبة إلى هؤلاء القوم المعهودين والمراد من أشقى القوم هنا عقبة بن أبي معيط كما صرح به في الرواية الثانية وظاهر الرواية الثانية أن عقبة فعل ذلك ابتداء دون إرسال لكنه محمول على الرواية الأولى ففي الرواية الثانية اختصار.
(فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض) السين والتاء للصيرورة أو للطلب بأن طلب كل منهم من نفسه الضحك أو طلب بعضهم من بعض أن يضحك ويميل بعضهم على بعض من كثرة الضحك وفي رواية للبخاري "فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض" بالحاء بدل الميم قال الحافظ ابن حجر: من الإحالة والمراد أن بعضهم ينسب فعل ذلك إلى بعض بالإشارة تهكما ويحتمل أن يكون من حال يحيل -بالفتح- إذا وثب على ظهر دابته أي يثب بعضهم على بعض من المرح والبطر.
(وأنا قائم أنظر) ما فعلوا لا أستطيع أن أتكلم أو أفعل شيئا وهذا كلام ابن مسعود.
(لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم) المنعة بفتح النون القوة وحكي إسكان النون وهو ضعيف وجزم القرطبي بسكون النون قال: ويجوز الفتح على أنه جمع مانع ككاتب وكتبة وإنما قال ابن مسعود ذلك لأنه لم يكن له بمكة عشيرة لكونه هذليا حليفا وكان حلفاؤه إذ ذاك كفارا وجاء عند البزار "فأنا أرهب" أي أخاف منهم وفي رواية البخاري "لا أغني شيئا" وفي رواية "لا أغير شيئا" أي لا أغني في كف شرهم أو لا أغير شيئا من فعلهم.
(ما يرفع رأسه) مخافة أن يلوث أكثر مما لوث وفي رواية "وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا".
(حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية) في الرواية الثانية "فجاءت فاطمة" ففيها حذف وفي رواية "فأقبلت تسعى" وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت صغيرة والجارية الفتية الصغيرة قيل: لأنها تجري من مكان إلى مكان تلعب دون قيود الفتاة.
(فطرحته عنه) في الرواية الثانية "فأخذته عن ظهره" أي وطرحته بعيدا عنه.