والحاكم "قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فوضعت رجلي على عنقه فقلت: أخزاك الله يا عدو الله. قال: وبم أخزاني"؟ وفي رواية قال له "لقد ارتقيت -يا رويع الغنم- أي يا راعي الغنم تحقيرا له -مرتقى صعبا".
وفي رواية للبخاري "أنت أبا جهل" قال العلماء: هكذا نطق بها أنس عن ابن مسعود ووجهت الرواية بالحمل على لغة من يثبت الألف في الأسماء الخمسة في حالات الإعراب كلها كقوله: إن أباها وأبا أباها.
وقيل: إن قوله: "آنت" مبتدأ حذف خبره و"أبا جهل" منادى والمعنى: أنت القتيل يا أبا جهل؟ والمراد أيضا التقريع والتشفي.
(فقال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ -أو قال: قتله قومه؟ ) هذا جواب عن قول ابن مسعود "أخزاك الله يا عدو الله" يريد: بم أخزاني؟ لقد قتلني قومي ولا خزي في ذلك أي لا عار علي في قتلكم إياي وليس فوق ذلك عذر مقبول.
(فلو غير أكار قتلني) الأكار بتشديد الكاف الزراع وعني بذلك تنقيص من قتله وأنهما من الأنصار الفلاحين وفي رواية "قال لابن مسعود: لو غيرك كان قتلني" و"لو" هنا للتمني أو شرطية جوابها محذوف أي لكان خيرا وأفضل.
وفي رواية "قال ابن مسعود: ثم احتززت رأسه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا رأس عدو الله أبي جهل. فقال: والله الذي لا إله إلا هو؟ فحلفت له".
-[فقه الحديث]-
سبق عند باب استحقاق القاتل سلب القتيل ما يغني عن الإعادة.