قط، وهو لحن، واشتقاقه من قططت الشيء إذا قطعته، فمعنى ما فعلته قط، ما فعلته فيما انقطع من عمري، لأن الماضي منقطع عن الحال والاستقبال، وبنيت على الضم لتضمنها معنى مذ، وإلى، وقد تكسر، على أصل التقاء الساكنين، وقد تتبع قافه طاءه في الضم، وقد تخفف طاؤه، مع ضمها أو إسكانها، قاله ابن هشام في مغني اللبيب.
(قاتل في ثمان منهن) وهن: بدر، وأحد، والأحزاب، والمريسيع، وقديد، وخيبر، ومكة، وحنين. وقيل: قاتل في تسع، فزاد الطائف، وبعضهم لم يعد مكة، على أنها فتحت صلحا، كما سبق.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - مدى حرص الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- على حضور الغزوات.
٢ - تفاخرهم بالاشتراك فيها.
٣ - حفظهم لها واهتمامهم بها.
٤ - من الرواية الأولى الحرص على أخذ العلم من أهله، وممن اشتهر به.
٥ - حب القرب من العلماء، والاعتزاز به.
٦ - ومن الرواية الثانية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد ما هاجر إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع.
٧ - ومن الرواية الثالثة، وتخلف جابر رضي الله عنه عن بدر وأحد، أن الأعذار عن الغزو كانت مقبولة.
والله أعلم.
(ملحوظة): ذكر الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- الغزوات غير مرتبة، لا ترتيبا زمنيا كما فعل البخاري، ولا ترتيب الأهم فالأهم، ولا ترتيب المتفق عليه ثم المختلف فيه، ولم أستطع الوصول إلى حكمة لهذا الترتيب، فقد ذكر غزوة حنين، فغزوة الطائف، فغزوة بدر، ففتح مكة، فصلح الحديبية، فغزوة الأحزاب، فغزوة أحد، فعود على أحداث غزوة بدر وقتل أبي جهل، فغزوة خيبر، فغزوة الأحزاب مرة أخرى، فغزوة ذي قرد.
وأغرب من هذا أنه ذكر غزوة ذات الرقاع بعد أن ذكر عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ولعله -رحمه الله تعالى- لم يتسع زمنه لترتيب هذا الجزء من كتابه، أحسن الله إليه، وجزاه عن السنة خير الجزاء.