(لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق)"نعصب" بضم النون وفتح العين وتشديد الصاد المكسورة، وبفتح النون وكسر الصاد، يقال: عصب الشيء وعصب على الشيء، عصبا بسكون الصاد، أي قبض وطوي ولوي وشد، واللام المكسورة في "لما كنا" للتعليل أي سميت ذات الرقاع من أجل عصبنا الرقع والخرق على أرجلنا.
(قال أبو بردة) بن أبي موسى الراوي عن أبي موسى الأشعري.
(فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك) التحديث، وندم أن حدث، وتمنى أن لو لم يكن تحدث به، لما خاف من تزكية نفسه.
(كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه) في رواية مسلم "شيئا" بالنصب خبر "يكون" أي كره أن يكون الحديث شيئا أفشاه من عمله، لا ينبغي إفشاؤه، وفي رواية البخاري "كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه" برفع "شيء" اسم "يكون" والخبر "أفشاه" زاد البخاري "قال: ما كنت أصنع بأن أذكره" أي ماذا استفدت بذكره؟
(والله يجزي به) أي قال أبو موسى: لماذا أفشيته والله هو الذي يجزي على المشقة في سبيله، لا الإنسان.
-[فقه الحديث]-
روى البخاري تحت باب غزوة ذات الرقاع مجموعة من الأحاديث والتعليقات، فقال: وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان، وهي بعد خيبر، لأن أبا موسى جاء بعد خيبر.
وأخرج من الأحاديث غير حديثنا:
١ - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة، غزوة ذات الرقاع".
٢ - عن جابر رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من نخل، فلقي جمعا من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف.
٣ - عمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف "أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائما، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، فصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم".
٤ - عن ابن عمر رضي الله عنهم قال:"غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فوازينا العدو، فصاففنا لهم".