للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طاعة الله. اهـ. وعند البخاري كما في الرواية الرابعة عشرة "خير مما طلعت عليه الشمس وغربت" وهي بمعنى "خير من الدنيا وما فيها".

(ففعل، ثم قال: وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) "ففعل" أي فأعاد "من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وجبت له الجنة" ثم قال: وفضيلة أخرى لعمل آخر، صفتها كيت وكيت. قال القاضي عياض عن قوله "ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض": يحتمل أن هذا على ظاهره، وأن الدرجات هنا المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر، وهذه صفة منازل الجنة، كما جاء في أهل الغرف، أنهم يتراءون كالكواكب الدرية، قال: ويحتمل أن المراد الرفعة في المعنى، من كثرة النعيم، وعظيم الإحسان، مما لم يخطر على قلب بشر، وأن أنواع ما ينعم الله عليه به، من البر والكرامة يتفاضل تفاضلا كثيرا، ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد. قال: والاحتمال الأول أظهر.

(وأنت صابر محتسب) المحتسب هو المخلص لله تعالى، يقال: احتسب الأجر على الله، أي حسبه وادخره عنده، قال النووي: فإن قاتل لعصبية أو لغنيمة أو لصيت أو نحو ذلك فليس له هذا الثواب ولا غيره.

(مقبل غير مدبر) "غير مدبر" تأكيد لمقبل، وقال النووي: لعله احتراز ممن يقبل في وقت، ويدبر في وقت.

(كيف قلت؟ ) طلب لإعادة السؤال بذاته وبهيئته وكيفيته إعجابا بالسؤال، وليعيد الجواب المهم.

(سألنا عبد الله) قال النووي: قال المازري: كذا جاء "عبد الله" غير منسوب، قال أبو علي الغساني: ومن الناس من ينسبه، فيقول: عبد الله بن عمرو. وذكره أبو مسعود الدمشقي في مسند ابن مسعود، قال القاضي عياض: ووقع في بعض النسخ من صحيح مسلم "عبد الله بن مسعود" قال النووي: وكذا وقع في بعض نسخ بلادنا المعتمدة، ولكن لم يقع منسوبا في معظمها، وذكره خلف الواسطي والحميدي وغيرهما في مسند ابن مسعود. وهو الصواب.

(أما إنا سألنا عن ذلك) رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(أرواحهم في جوف طير خضر) "طير" جمع، مثل طيور، كأنه قال: في أجواف طيور، ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة آحادا، أي روح كل واحد منهم في جوف طائر أخضر. قال القاضي عياض: وقد اختلف الناس في الروح. ما هي؟ اختلافا لا يكاد يحصر، فقال كثير من أرباب المعاني وعلم الباطن المتكلمين: لا تعرف حقيقته، ولا يصح وصفه، وهو مما جهل العباد علمه، واستدلوا بقوله تعالى {قل الروح من أمر ربي} [الإسراء: ٨٥] وغالت الفلاسفة، فقالت بعدم الروح

<<  <  ج: ص:  >  >>