(هذه في سبيل الله) أي أقدمها لمن يجاهد عليها.
(لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة) قيل: يحتمل أن المراد لك أجر سبعمائة ناقة، ويحتمل أن يكون على ظاهره، ويكون له في الجنة بها سبعمائة ناقة، كل ناقة منهن مخطومة، يركبها حيث شاء، للتنزه، كما جاء في خيل الجنة.
وهذا من قبيل تضعيف الحسنة بسبعمائة مثل، مصداقا لقوله تعالى {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: ٢٦١].
(إني أبدع بي) قال النووي: هو بضم الهمزة، وفي بعض النسخ "بدع بي" بحذف الهمزة وتشديد الدال، ونقله القاضي عن جمهور رواة مسلم. قال: والأول هو الصواب، ومعروف في اللغة، وكذا رواه أبو داود وآخرون بالألف، ومعناه هلكت دابتي، وهي مركوبي. اهـ.
وفي كتب اللغة: أبدعت راحلته بضم الهمزة، أي عطبت وكلت وأبدع به أي انقطع عن الرفقة.
(ما عندي) أي ليس عندي ما أحملك عليه.
(ولا تحبسي عنه شيئا) أي مما كنت قد تجهزت به.
(من جهز غازيا في سبيل الله) أي من هيأ له أسباب سفره، وأسباب غزوه وقتاله، وهل المراد تمام التجهيز؟ أو بعضه؟ سيأتي إيضاحه في فقه الحديث.
(فقد غزا) أي حصل له أجر من غزا، وسيأتي بحث ذلك في فقه الحديث.
(ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا) بفتح الخاء وفتح اللام مخففة، أي خلفه في قضاء حوائج أهله، من الإنفاق عليهم، أو مساعدتهم في أمرهم، والقيام بشئونهم.
(بعث بعثا إلى بني لحيان من هزيل) "بعثا" مفعول به، أي قطعة من الجيش، وبنو لحيان بكسر اللام وفتحها، والكسر أشهر، قال النووي: وقد اتفق العلماء على أن بني لحيان كانوا في ذلك الوقت كفارا، فبعث إليهم بعثا يغزونهم.
(فقال: لينبعث من كل رجلين أحدهما) أي قال للمسلمين الحريصين على الخروج: ليخرج من كل قبيلة نصف عددها.
(والأجر بينهما) أي إذا خلف المقيم الغازي في أهله بخير، بدليل ما جاء بعد.
(ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج) قال القرطبي: لفظة "نصف" يشبه أن تكون مقحمة، أي مزيدة من بعض الرواة. قال