نرجع" إلى مكان الذبح، "فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا" والمراد بالسنة هنا الطريقة، التي هي أعم من أن تكون للوجوب أو الندب، وليس المراد بها السنة في الاصطلاح الفقهي، التي تقابل الوجوب، وفي الرواية التاسعة "لا يضحين أحد حتى يصلي" وفي الرواية الحادية عشرة "من كان ذبح قبل الصلاة فليعد" وفي الثانية عشرة "فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحاً". قال النووي: اتفقوا على ضبط "ذبحاً" بكسر الذال، أي حيواناً يذبح، كقوله تعالى {وفديناه بذبح عظيم}[الصافات: ١٠٧] وأما قوله "أن يعبد" فكذا هو في بعض الأصول المعتمدة، بالياء، من الإعادة، وفي كثير منها "أن يعد" بحذف الياء، ولكن بتشديد الدال، من الإعداد، وهو التهيئة. اهـ
وفي الرواية الرابعة عشرة "فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبله أن يعيد بنحر آخر، ولا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم" والظاهر أن كل هذا حصل في خطبته صلى الله عليه وسلم في واقعة واحدة، وأن سؤال أبي بردة كان في نفس الواقعة، وأثناء الخطبة، بعد طلبه صلى الله عليه وسلم أن يكون الذبح بعد الصلاة، لكن قال الحافظ ابن حجر: والذي في معظم الروايات أن هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم وقع في الخطبة بعد الصلاة، وأن خطاب أبي بردة بما وقع له كان قبل ذلك، وهو المعتمد. اهـ والظاهر أن العبارة وقع فيها خطأ من النساخ، وأن أصلها وصحتها "وأن خطاب أبي بردة بما وقع له كان بعد ذلك" أي في أثناء الخطبة، والأحاديث التي ساقها الحافظ ابن حجر كدليل على قوله تفيد البعدية، لا القبلية، ولفظها "يخطب فيقول كذا فقال أبو بردة ... " "خطبنا فقال كذا وكذا، فقال أبو بردة ... " الحديث.
(ومن كان لم يذبح فليذبح باسم الله) في الرواية الثانية "ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله" قال النووي: هو بمعنى رواية "فليذبح باسم الله" أي قائلاً: باسم الله. هذا هو الصحيح في معناه، وقال القاضي: يحتمل أربعة أوجه: أحدها أن يكون معناه: فليذبح لله، والباء بمعنى اللام، والثاني معناه: فليذبح بسنة الله، والثالث: بتسمية الله على ذبيحته، إظهاراً للإسلام، ومخالفة لمن يذبح لغيره، وقمعاً للشيطان، والرابع: تبركاً باسمه، وتيمناً بذكره، كما يقال: سر على بركة الله، وسر باسم الله. وكره بعض العلماء أن يقال: فعل كذا على اسم الله، قال: لأن اسمه سبحانه على كل شيء. قال القاضي: وهذا ليس بشيء، قال: وهذا الحديث يرد على هذا القائل.
وقال النووي: قال الكتاب من أهل العربية: إذا قيل: باسم الله، تعين كتبه بالألف، وإنما تحذف الألف إذا كتب: بسم الله الرحمن الرحيم. بكمالها. اهـ
(ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة) أي صلاة العيد، وفي الرواية الخامسة، عن البراء أن خاله أبو بردة بن نيار ذبح قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم و"أبو بردة" بضم الباء وسكون الراء، واسمه هانئ بن نيار، بكسر النون، وتخفيف الياء، البلوى بفتح الباء واللام، من حلفاء الأنصار، شهد العقبة وبدراً والمشاهد، وعاش إلى سنة خمس وأربعين.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك شاة لحم) معناه: ليست بضحية، بل هي لحم لك، تنتفع به، قال