وكتمه، قيل: سميت الخمر خمرة؛ لأنها تغطي العقل وتخالطه، أو لأنها هي تخمر، وتغطي، حتى تغلي، أو لأنها تختمر، أي تدرك الهدف الجديد منها، وتستر الهدف السابق منها، كما يقال للعجين: اختمر. أما المراد من الخمر شرعاً فسيأتي في فقه الحديث.
(أصبت شارفاً) أي ناقة مسنة، وجمعها شرف بضم الراء وإسكانها، وفي الرواية الثانية "كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر".
(وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفاً أخرى) في الرواية الثانية "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفاً من الخمس يومئذ" وكان هذا الإعطاء مساعدة له، باعتباره على أبواب الزواج.
(وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخراً لأبيعه) أي أريد أن أجمع الإذخر من الصحراء، وأحمله عليهما إلى الأسواق، وأماكن بيعه، والإذخر، بكسر الهمزة وسكون الذال، نوع من الحشائش ذات السيقان الطويلة، كسيقان القمح، لكنها أدق، يستعمل وقوداً، ويخلط بالطين للبناء.
(ومعي صائغ من بني قينقاع) بضم النون وكسرها وفتحها، وهم طائفة من يهود المدينة، فيجوز صرفه، على إرادة الحي، وترك صرفه، على إرادة القبيلة أو الطائفة، أي للعلمية والتأنيث، وفي الرواية الثانية "واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع، يرتحل معي" أي لنجمع الإذخر "فنأتي بإذخر، أردت أن أبيعه من الصواغين" قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ مسلم، وفي بعض الأبواب من البخاري "من الصواغين" ففيه دليل لصحة استعمال الفقهاء في قولهم: بعته منه ثوباً، -أي بعته، وزوجت منه -أي زوجته- ووهبت منه جارية -أي وهبته جارية، وشبه ذلك، والفصيح حذف "من" فإن الفعل متعد بنفسه، ولكن استعمال "من" في هذا صحيح، وقد كثر ذلك في كلام العرب، وتكون "من" زائدة على مذهب الأخفش ومن وافقه في زيادتها في الواجب غير النفي. والصواغون جمع صائغ، وهو من حرفته صناعة الحلي من ذهب وفضة وغيرهما.
(فأستعين به على وليمة فاطمة) أي فأستعين بثمنه، وفي الرواية الثانية "فأستعين به في وليمة عرسي" أي بفاطمة.
(فبينا أنا أجمع لشارفي متاعاً من الأقتاب والغرائر والحبال)"شارفي" بتشديد الياء، مثنى شارف، و"الأقتاب" جمع قتب، وهو الرحل الصغير على قدر سنام البعير، والغرائر جمع غرارة، وهي وعاء من الخيش ونحوه، يوضع فيه القمح ونحوه، أشبه بما يعرف عند العامة بالشوال بكسر الشين وضمها، وعربيته جوالق بكسر الجيم وضمها.
(وشارفاي مناختان) قال النووي: في معظم النسخ "مناخان" وفي بعضها "مناختان" وكذلك اختلف فيه نسخ البخاري، وهما صحيحان، التأنيث باعتبار المعنى، والتذكير باعتبار اللفظ.
(وجمعت حين جمعت ما جمعت) قال النووي: هكذا هو في بعض نسخ بلادنا، ونقله