للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(واتبعهم رجل) بتشديد التاء، وفي رواية للبخاري "فتبعهم رجل" وهما بمعنى، وذكرها الداودي بهمزة قطع، وتكلف ابن التين في توجيهها، وفي رواية "فجاء معهم رجل".

(فلما بلغ الباب) أي باب دار الأنصاري، وفاعل "بلغ" ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم.

(إن هذا اتبعنا) في رواية للبخاري "إنك دعوتنا خامس خمسة، وهذا رجل قد تبعنا" وفي رواية "وهذا رجل لم يكن معنا حين دعوتنا".

(فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت رجع) في رواية للبخاري "فإن شئت أذنت له، وإن شئت تركته" وفي رواية "وإن شئت أن يرجع رجع" وفي رواية "فإن أذنت له دخل".

(قال: لا. بل آذن له يا رسول الله) "لا" أي لا يرجع، وفي رواية "لا. فقد أذنا له، فليدخل".

(أن جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسياً كان طيب المرق) أي يجيد طعم مرق اللحوم، بما يختار من نوعها، وما يضيفه من أملاح وتوابل وبهار.

(فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم) المفعول محذوف، أي صنع مرقاً، أي ولحم.

(فقال: وهذه؟ لعائشة -فقال: لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا) "وهذه" الواو عاطفة على جملة محذوفة، و"هذه" مبتدأ محذوف الخبر، والكلام على الاستفهام، والتقدير: هل أنا مدعو؟ وهذه مدعوة معي؟ فقال: لا. أي ليست مدعوة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، أي لست قابلاً للدعوة، ولست مجيباً لها.

والطاهر أن رفض الرجل لدعوة عائشة سببه أن الطعام كان قليلاً، لا يكفي إلا واحداً، فخشي إن أذن لعائشة أن لا يكفي النبي صلى الله عليه وسلم، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم علم حاجة عائشة لذلك الطعام بعينه، أو أحب أن تأكل معه منه، لأنه كان موصوفاً بالجودة، فأراد أن تتعلمه لتصنعه، أو للإشارة إلى أنه ينبغي للداعي أن يدعو خواص المدعو معه، وبخاصة من حضر منهم الدعوة.

(فقاما يتدافعان، حتى أتيا منزله) أي أخذا يمشيان ويسرعان، يمشي كل واحد منهما في إثر صاحبه، يسابقه المشي، كأنه يدفعه إلى الوراء بتقدمه عليه.

(خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر) أي خرج من بيته، على غير جهة، والفاء زائدة، و"إذا" للمفاجأة، ظرف زمان أو ظرف مكان، وتدخل على جملة اسمية، وعاملها عند الجمهور الخبر، أي استقر عنده أبو بكر وعمر وقت أو مكان خروجه. وقيل: عاملها معنى المفاجأة، أي فاجأه أبو بكر وعمر وقت أو مكان خروجه. وفي الرواية الرابعة "بينا أبو بكر قاعد، وعمر معه إذ أتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم" فإذا للمفاجأة، أي فاجأهما إتيانه صلى الله عليه وسلم بين أوقات قعودهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>