الياء، وبالفعل الماضي بدل المضارع، وفي رواية للبخاري:"اكتبوا من يلفظ بالإسلام"(من) مفعول (اكتبوا) وفي رواية النسائي: "أحصوا لي من كان يلفظ بالإسلام" وفي رواية: "أحصوا كل من تلفظ بالإسلام"
(أتخاف علينا) استفهام تعجب. وفي رواية بحذف الهمزة مع إرادة الاستفهام أيضا.
(ونحن ما بين الستمائة والسبعمائة) الجملة في محل النصب على الحال من ضمير "علينا" ولفظا "الستمائة والسبعمائة" وقعا بالألف واللام فيهما في رواية مسلم، مع أن الألف واللام تحذف من المضاف في الإضافة المحضة، كما هنا، وفي توجيهه قيل. إن لفظ "مائة" في الموضعين منصوب على التمييز على قول بعض النحاة، وقيل: إن "مائة" مجرورة بالإضافة والألف واللام زائدتان فلا اعتداد بدخولهما. ووقع في غير مسلم "ستمائة إلى سبعمائة" بدون أل، ولا إشكال فيه.
(لعلكم أن تبتلوا)"لعل" للاستفهام على رأي الكوفيين، وعلق بها الفعل "تدرون" فجملتها في محل النصب مفعول "تدرون" ويفهم من معناها هنا الإشفاق.
(قال: فابتلينا) أي قال حذيفة الراوي: فوقع لنا الابتلاء.
-[فقه الحديث]-
تضاربت روايات هذا الحديث في عدد الصحابة تضاربا بينا مع اتحاد المخرج، ففي البخاري:"فقلنا: تخاف ونحن ألف وخمسمائة؟ " وفي رواية له "فوجدناهم خمسمائة". قال النووي: قد يقال: وجه الجمع بين هذه الألفاظ أن يكون قولهم "ألف وخمسمائة" المراد به النساء والصبيان والرجال، ويكون المراد من قولهم "ما بين ستمائة إلى سبعمائة" الرجال خاصة، ويكون المراد برواية "خمسمائة" المقاتلين. ثم قال النووي: وهذا الجواب باطل برواية البخاري في آخر كتاب السير في "باب كتابة الإمام الناس" قال فيها: "فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل" والجواب الصحيح - إن شاء الله تعالى - أن يقال: لعلهم أرادوا بقولهم "ما بين الستمائة إلى السبعمائة" رجال المدينة خاصة، وبقولهم:"فكتبنا له ألفا وخمسمائة" هم من المسلمين حولهم. اهـ.
وقد سلك الداودي الشارح طريقا آخر للجمع فقال: لعلهم كتبوا مرات في مواطن. اهـ.
وكان الحافظ ابن حجر قد توقف عن الجمع، ولم يرتض ما ذكر، إذ قال: ويخدش في وجوه هذه الاحتمالات كلها اتحاد مخرج الحديث. اهـ.
والمحقق يرى أن اتحاد المخرج لا يمنع التعدد، فقد يكون حذيفة من الذين حضروا الكتابة مرات، فحدث بما حدث في كل مرة، وقد يكون قد سمع البعض يقول: ألف وخمسمائة، قاصدا ما قصده، والبعض يقول: خمسمائة قاصدا ما قصد، والبعض يقول: ما بين الستمائة والسبعمائة، قاصدا ما قصد، فحدث بما سمع. والله أعلم.