للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(إذا اشتكى منا إنسان) أي إذا مرض منا نحن آل البيت رجل أو امرأة، وتألم من مرضه، ففي الرواية الخامسة "إذا مرض أحد من أهله" ويحتمل أن يراد إذا مرض منا معشر المسلمين، ففي الرواية الثانية "إذا عاد مريضاً" وفي الرواية الثالثة "إذا أتى المريض" وفي الرواية التاسعة "كان إذا اشتكى الإنسان الشيء -منه- أو كانت به قرحة أو جرح".

(مسحه بيمينه) أي مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيمينه المريض في مكان وجعه غالباً، وفي ملحق الرواية "مسحه بيده" أي اليمنى، وفي الرواية التاسعة "قال بإصبعه هكذا، أي وضع سبابته على الأرض، ثم رفعها، ثم وضعها على مكان المرض، ولا تعارض، فأحياناً يفعل هذا، وأحياناً يفعل ذاك.

(ثم قال: أذهب الباس) أصله البأس، وهو الشدة، خففت الهمزة للسجع وللمؤاخاة للناس.

وفي رواية للبخاري "اللهم رب الناس، مذهب الباس".

(واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) أي شفاء كاملاً، لا يترك مرضاً، والسقم بفتح السين والقاف، وبضم السين وسكون القاف، لغتان، و"أنت الشافي" قصر، طريقه تعريف الطرفين، أي أنت لا غيرك الشافي، فقوله "لا شفاء إلا شفاؤك" تأكيد لمضمون القصر.

وفي الرواية الثانية "اشفه" والهاء للعليل، أو هي هاء السكت، وفي الرواية الرابعة "بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت" أي لا مظهر للشفاء إلا أنت.

(فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثقل) أي مرضه الأخير، وثقل جسمه، فضعفت حركته، وفي الرواية الخامسة "فلما مرض مرضه الذي مات فيه".

(أخذت بيده، لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي) كان هذا في آخر لحظات حياته صلى الله عليه وسلم، كما صرحت به، بقولها "فذهبت أنظر" -أي إليه- "فإذا هو قد قضى" بفتح القاف والضاد، يقال: قضى المريض أجله وقضى نحبه، أي بلغ الأجل الذي حدد له، وقضى المريض، أي مات، وفي الرواية الخامسة والسادسة لم ينزع صلى الله عليه وسلم يده من يدها، ولا منافاة، فقد كان هذا في أول المرض، وذاك في آخره.

(نفث عليه بالمعوذات) أي نفث على المريض، وفي الرواية "جعلت أنفث عليه" وفي الرواية السادسة "يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث" وفي ملحقها "نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده".

وفي رواية للبخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة "كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل، كنت أنفث عليه بهن، وأمسح بيد نفسه لبركتها" قال عروة: فسألت الزهري، كيف ينفث؟ قال: كان ينفث في يديه، ثم يمسح بهما وجهه.

والمعوذات بكسر الواو المشددة: قيل: هي سورة الإخلاص والفلق والناس، والمراد الفلق والناس

<<  <  ج: ص:  >  >>