للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أرأيت) أي أخبرني.

(إن جئت فلم أجدك؟ ) قال جبير الراوي: كأنها تعني الموت، وفي رواية "تعرض بالموت ومرادها: إن جئت فوجدتك قد مت، ماذا أعمل؟ والظاهر أن هذه القصة كانت في أثناء مرضه صلى الله عليه وسلم وكان طلب عودتها له بعد زمن.

(ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا) في رواية للبخاري "لقد هممت - أو أردت - أن أرسل إلى أبي بكر وابنه" وفي رواية "أو آتيه" قيل: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يستميل بذلك قلب عائشة، وكأنه يقول لها: كما أن الخلافة ستفوض إلى أبيك، فإن ذلك يقع بحضور أخيك.

قال النووي: قال القاضي: صوب بعضهم رواية "آتيه" وليس كما صوب، بل الصواب "وابنه" وهو أخو عائشة، وتوضحه رواية لمسلم "أخاك" ولأن إتيان النبي صلى الله عليه وسلم كان متعذرا أو متعسرا، وقد عجز عن حضور الجماعة واستخلف الصديق ليصلي بالناس واستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة.

ومعنى "حتى أكتب كتابا" أي أعهد فيه بالخلافة من بعدي.

(فإني أخاف أن يتمنى متمن) الخلافة، وهو لا يستحقها، وفي رواية للبخاري "أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون" بضم النون جمع متمني بكسرها. أي كراهة أن يقول القائلون: الخلافة لفلان، من غير استحقاق، أو يتمناها المتمنون ويطالبون بها من غير استحقاق.

(ويقول قائل: أنا أولى) قال النووي: في بعض النسخ المعتمدة "أنا، ولا" بتخفيف النون واللام أي يقول: أنا أحق بالخلافة، وليس كما يقول فأنا مبتدأ، خبره محذوف و"لا" متضمنة معنى جملة حالية - وفي بعض النسخ "أنا أولى" أي أحق بالخلافة قال القاضي: هذه الرواية أجودها، ورواه بعضهم "أنا ولي" بتخفيف النون وكسر اللام أي أنا أحق والخلافة لي - فأنا مبتدأ خبره محذوف، و"لي" خبر لمبتدأ محذوف والجملة الثانية معطوفة على الأولى - وعن بعضهم "أنا ولاه" بتشديد اللام أي أنا الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم، وعن بعضهم "أنى ولاه" بتشديد النون المفتوحة، أي كيف ولاه.

(ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) في رواية البخاري "ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون" أي يأبى الله إلا خلافة أبي بكر، ويدفع المؤمنون خلافة غيره، أو يدفع الله خلافة غير أبي بكر ويأبى المؤمنون إلا خلافته، أي سيكون ذلك بدون عهد، فلا داعي للعهد، علم ذلك من الوحي.

(ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) أي بدون عذاب، أو مع السابقين، وعند البخاري "فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة. ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد. ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، باب الريان. فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>