الحسن والحسين عاشا حياة الطفولة بين يدي ألطف الناس وأرحم الناس بالناس كان إذا سجد في صلاته صلى الله عليه وسلم وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أراد الصحابة أن يمنعوهما أشار إليهم: أن دعوهما فإذا قضى صلاته وضعهما في حجره فقال: من أحبني فليحب هذين.
عاش الحسن بالمدينة حتى دعاه معاوية بعد أن قتل علي رضي الله عنه وكان الحسن يكره القتال فتنازل لمعاوية وبايعه وأعطاه معاوية من المال أربعمائة ألف وأجرى عليه كل عام ألف ألف درهم وأعطاه عهدا، إن حدث لمعاوية حدث والحسن حي ليجعلن هذا الأمر إليه فجمع الحسن رءوس أهل العراق في قصر المدائن فقال: إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، وإني قد بايعت معاوية، فاسمعوا له وأطيعوا فكانوا يقولون: يا عار أمير المؤمنين فيقول: العار خير من النار وأقنع أخاه الحسين بذلك وعادا إلى المدينة وعاشا فيها عاش الحسن بعد ذلك نحو عشر سنين، ثم مات مسموما سنة خمسين على المشهور.
أما الحسين فقد استمر في المدينة مع أخيه حتى مات معاوية فخرج إلى مكة فأتته كتب أهل العراق أن بايعوه فتوجه إليهم وكان يزيد بن معاوية قد عين عبيد الله بن زياد على الكوفة والبصرة فقتل بالشبهة، وذبح بالظنة وأرهب أهل العراق والحسين لا يعلم ذلك حتى كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال وكان عبيد الله قد جهز الجيش لملاقاته، على رأسه عمر بن سعد بن أبي وقاص، فالتقيا عند كربلاء، فقتل الحسين وأصحابه وفيهم سبعة عشر شابا من أهل بيته وأتى برأس الحسين إلى عبيد الله، فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد بن معاوية ومنهم علي بن الحسين فأدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة.
-[المباحث العربية]-
(أنه قال لحسن: اللهم إني أحبه) اللام بمعنى "عن" أي قال عن حسن
(فأحبه وأحبب من يحبه) وفي الرواية الثالثة والرابعة "فأحبه" وليس فيهما "وأحبب من يحبه".
(وفي طائفة من النهار) طائفة الشيء جزؤه والمراد في ساعة من نهار، وفي رواية "صائفة" بالصاد أي في حر النهار.
(حتى جاء سوق بني قينقاع) السوق اسم لكل مكان يقع فيه التبايع بين من يتعاطى البيع والشراء، و"قينقاع" بفتح القاف وسكون الياء وضم النون وضبط بكسرها وحكي فتحها اسم لقبيلة من اليهود نسب إليها السوق فإذا أريد القبيلة منع من الصرف للعلمية والتأنيث وإذا أريد الحي صرف وهو أحد أسواق المدينة المشهورة والظاهر أنه كان في طريقه إلى بيت فاطمة فمر به ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.