٥٥٥١ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أسر إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم سرا. فما أخبرت به أحدا بعد ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به.
-[المعنى العام]-
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام أنصاري خزرجي من بني النجار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المكثرين من الرواية عنه صلى الله عليه وسلم.
صح عنه أنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين وخدمته صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي على شيء فعلته: لم فعلته؟ ولا على شيء لم أفعله: لم لم تفعله؟ وأمه أم سليم - سبق الحديث عنها وعن فضائلها - كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له: يا ذا الأذنين.
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر يخدمه وهو غلام ولم يذكر في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات.
وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها في قصره على فرسخين منها وكان آخر الصحابة موتا بالبصرة سنة ثنتين وتسعين وله من العمر مائة سنة وستة أشهر.
قال ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني عند موتي فوضعتها تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه رضي الله عنه وأرضاه.
-[المباحث العربية]-
(عن أم سليم) بضم السين وفتح اللام وقد سبقت فضائلها قبل تسعة أبواب.
(أنها قالت: يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له) في الرواية الثانية بيان ظروف قولها ذلك، ففيها "دخل النبي صلى الله عليه وسلم - علينا - أي في بيتنا - وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي فقالت أمي: يا رسول الله خويدمك - تصغير خادمك - ادع الله له" وفي الرواية الرابعة ما يشبه الثانية في أن قولها ذلك وطلبها الدعاء لأنس كان في بيتها ففيها "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم" - أي على بيتنا - "فسمعت أمي أم سليم صوته" - أي فدعته فدخل - "فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله أنيس" أي ادع له.