"تربت يداك" وأصل الشركة في الطعام تكون غالبا في السفر، لكن قد تتفق رفقة فيقيمونها في الحضر بالمدينة.
(جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية) قال النووي: ليس المراد بهذا القسمة المعروفة في كتب الفقه بشروطها، حتى تمنع في الربويات، وإنما المراد هنا إباحة بعضهم بعضا، ومواساتهم بالموجود.
(فهم مني، وأنا منهم) "من" هذه تسمى الاتصالية، أي هم متصلون بي، وأنا متصل بهم، أي هم فعلوا فعلى في هذه المواساة، وأنا أفعل مثل ما يفعلون، وقال النووي: معناه المبالغة في اتحاد طريقهما، واتفاقهما في طاعة الله.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - من الرواية الأولى سماحة النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته بالأعراب، وتقديره لغلظتهم، حيث لم يعنف الأعرابي على سوء أدبه، واكتفى بالإعراض عنه، والتوجه لغيره، قال القاضي: لو صدر هذا من مسلم - أي غير معذور - كان ردة، لأن فيه تهمة للنبي صلى الله عليه وسلم، واستخفافا بصدق وعده، وإنما صدر ممن لم يتمكن الإسلام من قلبه، ممن كان يستألف من أشراف العرب، وجاء أنه من بني تميم، وهم الذين نادوا الرسول صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات، ونزل فيهم {أكثرهم لا يعقلون} [الحجرات: ٤]
٢ - وفي الحديث فضيلة ظاهرة لأبي موسى وبلال وأم سلمة رضي الله عنهم.
٣ - وفيه استحباب البشارة.
٤ - واستحباب الازدحام فيما يتبرك به، وطلبه ممن هو معه، والمشاركة فيه.
٥ - ومن الرواية الثانية فضيلة ظاهرة لأبي عامر الأشعري، وكفاءته للقيادة، ولم يكن مضى على إسلامه أكثر من عام.
٦ - وطلب الدعاء من الصالحين.
٧ - واستحباب الدعاء لمن طلبه، بما طلب.
٨ - واستحباب التطهر لإرادة الدعاء.
٩ - ورفع اليدين عند الدعاء، قال النووي: أما الحديث الذي رواه أنس، وأنه لم يرفع يديه، إلا في ثلاث مواطن، فهو محمول على أنه لم يره، وإلا فقد ثبت الرفع في مواطن كثيرة، فوق ثلاثين موطنا.
١٠ - وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الزهادة في الدنيا، والعيش الخشن، حتى إن سريره المصنوع من حبال الليف لم يكن عليه فراش، حتى إن الحبال تؤثر في ظهره وجنبيه.