للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية للبخاري "وكانت امرأة ترضع ابنا لها، من بني إسرائيل فمر رجل راكب".

(على دابة فارهة) أي نشطة حادة قوية، يقال: فره بضم الراء يفره، فراهة وفروهة جمل وحسن وخف ونشط، وحذق ومهر، فهو فاره، وفي القرآن الكريم {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين} [الشعراء: ١٤٩]

(وشارة حسنة) أي هيئة حسنة، ولباس حسن، وفي رواية للبخاري "فمر بها راكب ذو شارة" أي صاحب هيئة ومنظر وملبس حسن، يتعجب منه، ويشار إليه.

(فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا) وفي رواية للبخاري "اللهم اجعل ابني مثله" وفي رواية أخرى له "فقالت: اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا".

(فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله) وفي رواية للبخاري "فترك ثديها، وأقبل على الراكب، فقال: "اللهم لا تجعلني مثل هذا".

(ثم أقبل على ثديه، فجعل يرتضع - قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحكي ارتضاعه، بأصبعه السبابة في فمه، فجعل يمصها) وفي رواية للبخاري "قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه" يحكي أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى عودة الصبي إلى ثدي أمه يمص، حكى ذلك بأن وضع إصبعه في فمه يمصها.

(قال: ومروا بجارية) فاعل "مروا" للصبي وللأم، ومن معهما، وفي رواية للبخاري "ثم مر بأمة" بضم الميم، مبني للمجهول.

(وهم يضربونها، ويقولون: زنيت، سرقت) بكسر التاء فيهما على الخطاب، أي أنت زنيت. أنت سرقت. وفي راية للبخاري "يقولون: سرقت".

فيحتمل أن يكون بسكون التاء وفتح القاف على الغيبة. قال الحافظ ابن حجر: وهو مستبعد، لعدم تناسقه مع "زنيت" وفي رواية لأحمد "يقولون: سرقت، ولم تسرق، زنيت، ولم تزن".

(وهي تقول: حسبي الله، ونعم الوكيل) وفي رواية للبخاري "ولم تفعل" وفي رواية "يقولون لها: تزني؟ وتقول: حسبي الله، ويقولون لها: تسرق، تقول: حسبي الله" وفي رواية أنها كانت حبشية أو زنجية، وأنها ماتت من الضرب فجروها، حتى ألقوها.

(فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها) تظنها جانية، سارقة، زانية حقيقة.

(فترك الرضاع، ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها) أي ترك الرضاع، ونظر إلى الجارية. وقال: اللهم اجعلني مثلها أي في طهرها، وعفتها، ونقائها، لا مثلها في الاتهام بالباطل والضرب.

(فهناك تراجعا الحديث) أي راجعت الأم وابنها الحديث، وأقبلت على الطفل تحدثه، وتسأله وكانت أولا، لا تراه أهلا للكلام، فلما تكرر منه الكلام علمت أنه أهل له، فسألته وراجعته.

(فقالت: حلقى) بفتح الحاء وسكون اللام وفتح القاف، قال النووي: يرويه المحدثون بالألف،

<<  <  ج: ص:  >  >>