للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(المسلم أخو المسلم) هذه أخوة الإسلام فإن كل اتفاق بين شيئين يطلق بينهما اسم الأخوة تقول هذه الأسورة أخت هذه الأسورة قال تعالى {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات ١٠]

(لا يظلمه) الظلم وضع الشيء في غير موضعه الشرعي والجملة خبر بمعنى الأمر أي لا يظلم مسلم مسلما لأنه أخوه فالجملة الأولى كالعلة للثانية وما بعدها

(ولا يخذله) الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي في التقاعس عن نصرته وعند البخاري بدل "ولا يخذله" "ولا يسلمه" بضم الياء وسكون السين أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل يساعده ويدفع عنه ومن مجموع الروايتين يكون المطلوب من المسلم الناصر أن يعين إذا رأى أخاه مظلوما أو في مصيبة سواء استعان به أم لم يستعن وفي الطبراني "ولا يسلمه في مصيبة نزلت به" زاد البخاري "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" وعند الترمذي "ستره الله في الدنيا والآخرة" أي من رأى أخاه على قبيح فلم يظهره للناس أو ستره وأنقذه من مصيبته ستره الله في الدنيا جزاء وفاقا وفي الآخرة بالعفو عن زلاته وعدم كشفها بين الخلائق فيدينه ويذكره بذنوبه ثم يقول له سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم

وعند البخاري "انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه"

(ولا يحقره) بفتح الياء وكسر القاف يقال حقر الشيء بفتح الحاء والقاف يحقره بكسر القاف حقرا بسكونها وحقرة بضم الحاء وحقارة بفتح وكسر وضم الحاء ومحقرة أي استهان به واستصغره واحتقره بمعنى حقره

قال النووي قال القاضي ورواه بعضهم "لا يخفره" بضم الياء وسكون الخاء وكسر الفاء أي لا يغدر بعهده ولا ينقض أمانه قال والصواب المعروف هو الأول وهو الموجود في غير كتاب مسلم بغير خلاف وروى "لا يحتقره" وهذا يرد رواية "لا يخفره"

(التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات) أي يقولها ثلاث مرات ويشير إلى صدره في كل مرة والتقوى الخشية والخوف وتقوى الله خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والمعنى أن حقيقة التقوى تحصل في القلب وما يظهر من الجوارح قد يكون دليلا على وجودها وقد يكون رياء ونفاقا فالعبرة عند الله بما في القلب ويؤكد هذا المعنى قوله في الرواية الثانية "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" وفي ملحق الرواية الأولى "إن الله لا

<<  <  ج: ص:  >  >>