بضم الراء ربا أي تولاه وتعهده بما ينميه ويصلحه والمراد من النعمة ما يحتاج إلى التعهد من الأموال كالأرض والحيوان والآلات و"عليه" بمعنى "عنده" أي هل لك عنده من عمل تقوم به وتصلحه وفي بعض النسخ "هل له عليك من نعمة تربها" أي هل له عليك يد وفضل تقوم بشكره عليها ورد جميله بزيارته
(قال لا غير أني أحببته في الله عز وجل) أي ليس بيني وبينه مصلحة إلا المودة لله وفي الله
(قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) الفاء في "فإني" فصيحة في جواب شرط مقدر إذا كان حالك كذلك وإذا أفصحت عن قصدك فإني أقوم بتبليغك رسالة ربي إليك وهي إن الله قد أحبك لحبك أخاك في الله والمراد من حب الله رضاه وكرمه
-[فقه الحديث]-
قال النووي
١ - في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى
٢ - وأنها سبب لحب الله تعالى العبد وإكرامه
٣ - وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب
٤ - وفيه أن الآدميين قد يرون الملائكة أقول في صورة غير صورتهم الحقيقية بل يرونهم في صورة بشر مثلا كما كان جبريل يراه الصحابة في صورة دحية الكلبي أو أعرابي
هذا وقد سبق كثير من مسائل هذا الباب في كتاب الإيمان في حديث "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان" وفيه "وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله" ومما ذكرناه هناك
حب المرء أخاه لله معناه حب من يحبه الله لا لشيء إلا للصلة بالله فكأنه من لوازم حب الإنسان لله وهذا القصر في "لا يحبه إلا لله" يخرج ما كان الحب فيه مشتركا بين الله ونفع دنيوي كمحبة الصالحين لأنهم صالحون وللانتفاع منهم بالمعاملات الدنيوية فهذا الحب وإن كان حسنا وممدوحا شرعا ومثابا عليه لكنه لا يصل بصاحبه إلى المرتبة المطلوبة التي بها يجد المؤمن حلاوة الإيمان وجودا كاملا
وظاهر من هذا أن المراد بالأخ المحبوب الأخ المسلم الصالح فإن الفاسق والكافر ينبغي أن يبغضا في الله مصداقا لقوله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة ٢٢] والله أعلم.