للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حياته فيحتسبه فيكتب له ثواب مصيبته به وثواب صبره عليه ويكون له فرطا وسلفا وكذلك تعتقدون أن الصرعة الممدوح القوي الذي لا يصرعه الرجال بل يصرعهم وليس هو كذلك شرعا بل هو من يملك نفسه عند الغضب فهذا هو الفاضل الممدوح الذي قل من يقدر على التخلق بخلقه بخلاف الأول اهـ

(ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وعند أحمد "الصرعة كل الصرعة كررها ثلاثا الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه فيصرع غضبه".

وفي الرواية الثالثة "قال ليس الشديد بالصرعة قالوا فالشديد أيم هو يا رسول الله" "أيم" أصلها "أي ما" و"ما" بمعنى شيء مضاف لأي حذف ألفها والمعنى أي شيء هو

(استب رجلان) قال الحافظ ابن حجر لم أعرف أسماءهما اهـ أي جريا على عادتهم في الستر على المسيئين

(فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه) جمع ودج بفتح الواو والدال ووداج بكسر الواو وهو عرق في العنق وهو الذي يقطعه الذابح فلا تبقى مع قطعه الحياة وللإنسان ودجان فالجمع على القول بأنه ما فوق الواحد وفي رواية للبخاري "فغضب أحدهما فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير" وإنما كان هذا الوصف لأحدهما مع أن السب كان من الرجلين إما لأن الآخر كان أطول بالا أو كان أكثر إساءة وسبا والظاهر الأول لما سيأتي من رد الأحمق على النصيحة

(إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم") هذا من قبيل إطلاق الكلمة على الكلام وفي رواية "لو قال أعوذ بالله من الشيطان لذهب عنه الذي يجد" وفي رواية "إني لأعلم كلمة لو يقولها هذا الغضبان لذهب عنه الغضب اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم" وكان هذا عرضا من الرسول صلى الله عليه وسلم ليقوم أحد الحاضرين من الصحابة بتبليغه

(فقال الرجل وهل ترى بي من جنون) معطوف على محذوف مطوي في هذه الرواية ذكر في الرواية الخامسة ولفظها "فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا أي الساعة منذ قليل قال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وفي رواية "فقالوا له" والذي خاطبه واحد منهم وهو معاذ بن جبل كما بينته رواية أبي داود وأسند القول لهم لموافقتهم إياه ولفظ أبي داود "فجعل معاذ يأمره فأبى وضحك وجعل يزداد غضبا" وفي رواية للبخاري "فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم وقال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وليس في الخبر أنه أمرهم أن يأمروه بذلك لكن استفادوا ذلك من طريق عموم الأمر بالنصيحة للمسلمين

و"جنون" مفعول به مجرور بحرف الجر الزائد و"ترى" بفتح التاء بصرية وفي الرواية

<<  <  ج: ص:  >  >>