(فشكر الله له فغفر له) أي رضي عنه فغفر له ذنوبه فأدخله الجنة فهو يتقلب في نعيمها
(قلت يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به) أي أعمله من بعدك فينفعني عند الله وفي الرواية السادسة "إني لا أدري لعسى أن تمضي وأبقى بعدك فزودني شيئا ينفعني الله به"
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعل كذا افعل كذا أبو بكر نسيه) أي أمر صلى الله عليه وسلم أبا برزة بخصلتين ذكرهما أبو برزة لأبي الوازع الراسبي وذكرهما أبو الوازع الراسبي لأبي بكر بن شعيب بن الحبحاب ونسيهما أبو بكر حين حدث يحيى بن يحيى والغريب أن أبا الوازع حدث بهذا الحديث أبان بن صمعة ولم يرد شيء في حديثهما عن الخصلتين في الرواية الخامسة
(وأمر الأذى عن الطريق) قال النووي هكذا هو في معظم النسخ وكذا نقله القاضي عن عامة الرواة بالراء المشددة وفتح الهمزة وكسر الميم ومعناه أزله وفي بعضها "وأمز" بزاي مخففة ساكنة وميم مكسورة وهي بمعنى الأول اهـ يقال أمر الشيء جعله يمر ويتحول وفعل الأمر منه "أمر" ويقال ماز الشيء يميزه ميزا نحاه وأزاله
-[فقه الحديث]-
مضى في كتاب الإيمان "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" فإزالة الأذى عن طريق المسلمين شعبة من شعب الإيمان قال النووي هذه الأحاديث ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق سواء كان الأذى شجرة تؤذي أو غصن شوك أو حجرا يعثر به أو قذرا أو جيفة أو غير ذلك قال وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين وأزال عنهم ضررا اهـ
وفي الحديث مسئولية الفرد نحو المجتمع فإن إماطة الأذى رمز للتعاون والتكافل الاجتماعي ودفع الضرر عن أفراده وحمايتهم من الوقوع في الخطر والضرر
وفي الرواية الخامسة والسادسة حرص الصحابة على الاستزادة من علم الشريعة للعمل به