(ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار) يقال نفست المرأة بكسر الفاء تنفس بفتحها نفاسا ولدت فالمنفوسة المولودة وجملة "ما من نفس منفوسة" بدل من التي قبلها وفي الرواية السابعة "إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار" أي قبل ولادتها
(وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة) وهي في بطن أمها
(فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل) في الرواية السابعة "يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل" وفي الرواية الثامنة "ففيم العمل" وفي الرواية التاسعة "ففيم يعمل العاملون" وفي الرواية الثامنة "جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن" أي بيانا شافيا غير معتمد على معلومات سابقة "فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل" وجفاف الأقلام
وفي الرواية العاشرة قال عمران بن الحصين لأبي الأسود الدؤلي أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم قال أبو الأسود بل شيء قضي عليهم ومضى عليهم فقال عمران أفلا يكون ظلما ففزع أبو الأسود من عبارة عمران فزعا شديدا وقال لعمران لا ظلم فكل شيء خلق الله وكل شيء ملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال عمران يرحمك الله يا أبا الأسود لقد ظننت أني أعترض ولست كذلك ولكني أردت أن أحرز عقلك أي أمتحن عقلك وفهمك يقال حرز الرجل الشيء بفتح الحاء والزاي بعدها راء يحرزه بضمها حرزا بسكون الزاي قدره بالتخمين ثم أخذ عمران يسوق قصة رجلين من مزينة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال نفسه فأجاب الجواب نفسه مؤكدا له بقوله تعالى {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}[الشمس ٧، ٨]
(فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى}[الليل ٥ - ١٠]
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الأحاديث]-
١ - قال النووي عن أحاديث الكتابة فيها تصريح بإثبات القدر
٢ - وأن التوبة تهدم الذنوب قبلها اهـ أي لأنه إذا هدم الله الذنوب لمن عمل بعمل أهل النار حتى لم يكن بينه وبين النار إلا قليل بدون توبة هدم الذنوب بالتوبة من باب أولى