١٣ - واستدل به على أن السقط بعد الأربعة أشهر يصلى عليه لأنه وقت نفخ الروح فيه قال الحافظ ابن حجر وهو منقول عن القديم للشافعي والمشهور عن أحمد وإسحاق وعن أحمد إذا بلغ أربعة أشهر وعشرا ففي تلك العشر ينفخ فيه الروح ويصلى عليه قال والراجح عند الشافعية أنه لا بد من وجود الروح وهو الجديد قالوا وإذا بلغ مائة وعشرين يوما غسل وكفن ودفن بغير صلاة وما قبل ذلك لا يشرع له غسل ولا غيره
١٤ - وفيه الحث القوي على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق تقديره لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا كذا قال الحافظ ابن حجر وفيه نظر فعدم العلم بما كتب يحتم على المسلم السعي بكل ما يستطيع إلى زيادة رزقه وبناء حياته والحرص على كل ما ينفعه "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز" والقناعة والرضا إنما تكون بعد بذل الجهد الكامل والطلب المستطاع وهذا معنى "وإن فاتك شيء فلا تقل لو فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان""فالمسلم القوي ولو في أمور الدنيا في الحدود الشرعية خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف"
١٥ - وفيه أن الأعمال سبب دخول الجنة أو النار ولا يعارض ذلك حديث "لن يدخل أحدا عمله الجنة" فالأعمال سبب مرتبط بمشيئة الله تعالى
١٦ - وفيه الحث على الاستعاذة من سوء الخاتمة
١٧ - واستدل به المعتزلة على أن من عمل عمل أهل النار وجب أن يدخلها لترتب دخولها في الحديث على العمل وترتب الحكم على الشيء يشعر بعليته وأجيب بأنه علامة لا علة والعلامة قد تتخلف
١٨ - قال الحافظ ابن حجر وفيه أن الأقدار غالبة والعاقبة غائبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر حاله ومن هنا شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة نسأله ذلك بفضله وكرمه ومنه إنه سميع مجيب