له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ثم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق فحج آدم موسى"
٥٨٦٨ - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء"
٥٨٦٩ - وفي رواية عن أبي هانئ بهذا الإسناد مثله غير أنهما لم يذكرا وعرشه على الماء
-[المعنى العام]-
يقول الله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}[البقرة ٣٠] وخلق آدم من الأرض من ترابها ومائها كمية من التراب والماء صارت طينا مضى عليها زمن فأنتنت مضى عليها زمن فيبست وجمدت صورها وخلقها جل شأنه قال لها كوني آدم فكانت بشرا سويا وتسلطت عليها الشمس فطبخت وصارت كالفخار ونفخ فيها من روحه فتحركت إنسانا عاقلا علمه الأسماء كلها ولم يعلمها ملائكته كان من الممكن أن يبقى في الأرض التي منها خلق والتي إليها سيعود ولكنه جل شأنه أراد من الأزل وقضى وقدر لآدم وذريته أن يقطعوا مشوارا طويلا قبل أن يصلوا إلى النهاية وبدأت رحلة آدم عرج به إلى الجنة سجد له الملائكة إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين فطرد من الجنة وطلب الإنظار إلى يوم القيامة فكان من المنظرين وتوعد آدم وذريته {لأغوينهم أجمعين}[الحجر ٣٩] وخلقت لآدم حواء من جنبه أسكن هو وزوجه الجنة أمرا بأول تكليف لينفذ قضاء الله {اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}[البقرة ٢٢] وحذرهما من إبليس عدوهما {إن الشيطان لكما عدو مبين}[الأعراف ٢٢] وكان الامتحان قاسيا {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ