للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن) مبتدأ حذف خبره أي فمن غيرهما؟ والاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا أحد غيرهما

(هلك المتنطعون) أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم يقال نطع اللقمة إذا أكل منها ثم ردها إلى الخوان وتنطع في الشيء غالى فيه وتكلف وتنطع في كلامه إذا تفصح وتعمق وتشدق

-[فقه الحديث]-

١ - قال النووي في هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه وجوابه واجب وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عذر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضبيع بن عسل حين كان يتتبع المتشابه اهـ

٢ - وفيه الحض على الجماعة والألفة والتحذير من الفرقة والاختلاف

٣ - والنهي عن المراء في القرآن بغير حق والنهي عن الخلاف فيه

٤ - وفي الرواية الثانية غضب الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعاله حتى يرى في وجهه

٥ - وفيها التنظير بالأمم السابقة

٦ - وفي الرواية الرابعة الحث على القيام والتفرق وتغيير الأوضاع إذا حصل الاختلاف

قال النووي والأمر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد أو اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة وشجار ونحو ذلك قال وأما الاختلاف في استنباط فروع الدين منه ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق واختلافهم في ذلك فليس منهيا عنه بل هو مأمور به وهو فضيلة ظاهرة وقد أجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن

٧ - وفي الرواية الخامسة ذم اللجاج والمخاصمة في المناقشة والجدال

٨ - وفي الرواية السادسة التحذير من التقليد في الأعمال السيئة

٩ - وفيها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أنذر به وحذر منه

١٠ - وفي الرواية السابعة التحذير من التنطع والتشدق والتقعر في النقاش

والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>