(من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) قال النووي هكذا هو في كثير من النسخ "يثبت الجهل" من الثبوت وفي بعضها "يبث" بضم الياء وفتح الباء بعدها ثاء مشددة أي ينشر ويشيع وفي الرواية الثانية "ويظهر الجهل" وفي الرواية الثالثة "وينزل فيها الجهل" و"أشراط" جمع "شرط" بفتح الراء وهو العلامة وفي الرواية الثالثة "إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم" وسيأتي كيفية رفع العلم وثبوت الجهل والتعبير برفعه معناه خلو الأرض منه وهو المراد من قبضه في الرواية الرابعة وفي ملحقها "وينقص العلم" ونقصانه حالة سابقة على قبضه وهو المراد بانتزاعه في الروايات الأخيرة
(ويشرب الخمر) بضم الياء مبني للمجهول ومنصوب عطفا على "يرفع العلم" والمراد كثرة شربها إذ لم يتوقف شربها
(ويظهر الزنى) المراد من ظهوره كثرته وإعلانه وعدم الاستحياء منه وفي الرواية الثانية "ويفشو الزنى" زاد في الرواية الثانية "ويذهب الرجال" أي بالحروب وغيرها والمراد من ذهابهم ذهاب الكثيرين منهم وتبقى النساء أي يكثر عددهن عن الرجال "حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد" أي ولي أمر واحد لخمسين امرأة بنتا وأختا وأما وليس المراد زوجا وزاد في الرواية الثالثة والرابعة ويكثر فيها الهرج والهرج القتل والهرج بفتح الهاء وسكون الراء القتل بلسان الحبشة وزاد في الرواية الرابعة "ويلقى الشح" بضم الياء وسكون اللام أي يلقى في القلوب ويكثر
وفي الأوسط للطبراني "يظهر الفحش والبخل" وزاد في الرواية الرابعة أيضا وتظهر الفتن أي تكثر وتنتشر وتعظم
وزاد في ملحق الرواية الرابعة تقارب الزمان أي قصره وعدم البركة فيه وقلة ما يشغله من الأعمال النافعة في الدنيا والآخرة وفي رواية للبخاري يتقارب الزمان وينقص العمل وقيل المراد به قصر الأعمار وقيل المراد به ضعف مدة استلذاذ العيش قال الخطابي وما زال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاء وإن طالت ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت وهذا القول غير سليم وقيل المراد به تقارب أحوال الناس في الشر والفساد والجهل قاله الطحاوي والأول أقرب فعند أحمد "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة"
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) قال النووي ضبطناه في البخاري رءوسا بضم الهمزة وبالتنوين جمع رأس