لجماعة من المحققين، وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع، وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل.
قال: وليست المسألة من العمليات فيكتفى فيها بالأدلة الظنية، وإنما هي من المعتقدات فلا يكتفى فيها إلا بالدليل القطعي، والله أعلم.
-[ويؤخذ من الحديث]-
١ - عظم خلق جبريل عليه السلام.
٢ - وأن الرسول صلى الله عليه وسلم رآه في صورته التي خلقه الله عليها.
٣ - جواز قول المستدل بآية من القرآن: إن الله عز وجل يقول. وقد كره ذلك مطرق بن عبد الله التابعي المشهور، فروى ابن أبي داود بإسناده عنه أنه قال: لا تقولوا: إن الله يقول، ولكن قولوا. إن الله قال.
قال النووي: وهذا الذي أنكره مطرق - رحمه الله- خلاف ما فعلته الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أئمة المسلمين. فالصحيح المختار جواز الأمرين، ومما يدل على جوازه من النصوص قوله تعالى:{والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}[الأحزاب: ٤].
٤ - ويؤخذ من قول عائشة: أولم تسمع أن الله يقول: {ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} مع أن التلاوة {وما كان} بإثبات الواو أن مثل هذا لا يضر في الرواية والاستدلال، لأن المستدل ليس مقصوده التلاوة على وجهها، وإنما مقصوده بيان موضع الدلالة ولا يؤثر حذف الواو في ذلك، وقد جاء لهذا نظائر كثيرة في الحديث، منها قوله: فأنزل الله تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار}[هود: ١١٤] وقوله: {أقم الصلاة لذكري}[طه: ١٤] هكذا هو في روايات الحديثين في الصحيحين، والتلاوة بالواو فيهما. ذكره النووي والله أعلم.
هذا ولشرح الحديث صلة وثيقة بموضوع رؤية الله بصفة عامة في الأحاديث الآتية إن شاء الله تعالى.