(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) العفاف والعفة هو التنزه عما لا يباح والكف عنه والغنى هنا غنى النفس والاستغناء عن الناس وعما في أيديهم لأنه صلى الله عليه وسلم رفض غنى المال
(اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها) معنى "زكها" طهرها "وخير" في "أنت خير من زكاها" ليست أفعل تفضيل بل المعنى لا مزكي لها إلا أنت قال النووي هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص فأما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك أو كان محفوظا فلا بأس به بل هو حسن.
(أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر) قال النووي قال القاضي رويناه بإسكان الباء وفتحها فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس والفتح بمعنى الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر وهذا أشهر وأظهر كما في الأحاديث الأخرى
(وغلب الأحزاب وحده) أي قبائل الكفار المتحزبين وغلبهم "وحده" أي من غير قتال الآدميين بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها
(فلا شيء بعده) أي لا شيء سواه
(اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم)"سداد السهم" بفتح السين تقويمه ومعنى "سددني" وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور وأما "الهدى" هنا فهو الرشاد.
والمأمور بقوله "واذكر بالهدى .. إلخ" هو الداعي بهذا الدعاء أي وتذكر أيها الداعي حين تدعو بالهداية والسداد تذكر أن هادي الطريق لا يزيغ عنه ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه وكذلك الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ولزوم السنة وقيل ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه والأول أولى
(وهي في مسجدها) أي مصلاها الذي صلت فيه الصبح في بيتها.
(سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)"مداد كلماته" بكسر الميم قيل معناه مثلها في العدد وقيل مثلها في أنها لا تنفد وقيل في الثواب والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثر به الشيء قال العلماء واستعماله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تنحصر والمراد المبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله.