(سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم)"وينجم" بضم الجيم أي يظهر وروى "تكفتهم الدبيلة" بتاء بعد الفاء من الكفت وهو الجمع والستر أي تجمعهم في قبورهم وتسترهم نار تعلو أكتافهم إلى صدورهم
(كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس) قال النووي هذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التي كانت عندها بيعة الأنصار رضي الله عنهم وإنما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها ليفسدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوته وليغدروا به في غزوة تبوك فعصمه الله منهم اهـ أي قال حذيفة لهذا الرجل المنافق كم كنتم يوم تآمرتم في العقبة
(وقد كان في حرة) بفتح الحاء وتشديد الراء وهي الأرض ذات الحجارة السود وقد مضت القصة في غزوة تبوك
(من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ثم تتام الناس) أصل الثنية الطريق بين جبلين وهذه الثنية عند الحديبية قال ابن إسحاق هي مهبط الحديبية وثنية المرار بفتح الميم وضمها وكسرها روايات أي الثنية التي تمتلئ بالشجر المر فسبق إليها خيل الخزرج ثم تتابع الناس حتى تموا كلهم في الثنية وفيهم أعرابي على جمل أحمر وكان منافقا
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر) كأنه علم صلى الله عليه وسلم أنه منافق عن طريق الوحي وقد ثبت ذلك لما ذهبوا إليه والواو في "وكلكم" عاطفة على محذوف أي كلكم حط عنكم وكلكم مغفور له أي صغائر ذنوبه
(وكان رجل ينشد ضالة له) الرواية برفع "رجل" اسم كان و"ينشد" خبرها وفي ملحق الرواية بعد "وإذا هو أعرابي جاء ينشد ضالة له" و"ينشد" بفتح الياء وضم الشين أي يسأل عنها قال القاضي قيل هذا الرجل الجد بن قيس المنافق
(قصم الله عنقه) أي أهلكه
(فنبذته الأرض) أي طرحته على ظهرها عبرة للناظرين
(هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "تدفن" بالفاء والنون أي تغيبه عن الناس وتذهب به لشدتها
(بعثت هذه الريح لموت منافق) قال النووي أي عقوبة له وعلامة لموته وراحة البلاد والعباد منه