(فقمت مكاني) وفي رواية للبخاري "فقمت مقامي" وفي أخرى له "فتأخرت عنه" أي أدبا معه لئلا يتشوش بقربي منه
(فلما نزل الوحي قال) في رواية للبخاري "حتى صعد الوحي فقال" وفي رواية له "فقمت فلما انجلى قال"
{ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} قال الإسماعيلي يحتمل أن يكون جوابا وأن الروح من جملة أمر الله وأن يكون المراد أن الله اختص بعلمه ولا سؤال لأحد عنه وفي ملحق الرواية "وما أوتوا من العلم إلا قليلا" و"إلا قليلا" استثناء من "العلم" أي إلا علما قليلا وقيل الاستثناء من الإعطاء أي إلا إعطاء قليلا وقيل الاستثناء من ضمير المخاطبين إلا قليلا منكم
-[فقه الحديث]-
قال المازري الكلام في الروح والنفس مما يغمض ويدق ومع هذا أكثر الناس فيه الكلام وألفوا فيه التآليف
وقال أبو الحسن الأشعري هو النفس الداخل والخارج
وقال ابن الباقلاني هو متردد بين هذا الذي قاله الأشعري وبين الحياة
وقيل هو جسم لطيف مشارك للأجسام الظاهرة والأعضاء الظاهرة
وقال الجمهور هي معلومة واختلفوا فيها على هذه الأقوال
قال النووي وليس في الآية دليل على أنها لا تعلم ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها وإنما أجاب بما في الآية الكريمة لأنه كان عندهم أنه إن أجاب بتفسير للروح فليس بنبي
١ - وفي الحديث أن العالم مهما أوتي من العلم فعلمه قليل وعليه أن يقول دائما رب زدني علما
٢ - وفيه جواز سؤال العالم في حال قيامه ومشيه إذا كان لا يثقل ذلك عليه
٣ - وفيه أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم
٤ - والعمل بما يغلب على الظن
٥ - والتوقف عن الجواب بالاجتهاد لمن يتوقع النص
٦ - وأن بعض المعلومات قد استأثر الله بعلمه حقيقة
٧ - وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين يسأل عما لم ينزل عليه
والله أعلم.