للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(فيصبغ في النار صبغة) أي يغمس في النار غمسة والصبغة بفتح الصاد الغمسة

(هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب) لأنه أمام العذاب ينسى كل نعيم سابق

(ويؤتى بأشد الناس بؤسا) بالهمز وهو الشدة

(فيصبغ صبغة في الجنة) أي يمر به نسيم الجنة فينسى كل شقاء مر به في الدنيا

(إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة) وقد يحفظ الجزاء كله له للآخرة

(وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها) أي ولا يظلم كافرا حسنة فكل حسنة يعملها لله يجزى بها نعيما ومتعه في الدنيا من غنى أو صحة أو أولاد أو نحو ذلك

-[فقه الحديث]-

قال النووي أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفره لا ثواب له في الآخرة ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا متقربا به إلى الله تعالى

وصرح في هذا الحديث بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات أي مما فعله متقربا به إلى الله تعالى مما لا يفتقر إلى النية كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها

وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله في الآخرة ويجزى بها ذلك أيضا في الدنيا ولا مانع من جزائه بها في الدنيا والآخرة وقد ورد الشرع به فيجب اعتقاده

ثم قال وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح اهـ

أقول إن كان مرادهم أن الكافر لا ينتفع بما عمل من حسنات الدنيا نعيما في الآخرة فمسلم لأن حسناته الدنيوية مهما عظمت فعقوبة الكفر أعظم فلا جنة ولا نعيما وإن أرادوا أنه لا ينتفع بها في الآخرة إطلاقا ففيه نظر لأنه قد لا ينتفع بها في الدنيا فمقتضى العدل أن ينتفع بها في الآخرة تخفيفا من العذاب وليس الكفار في الآخرة في نار واحدة ودرجة تعذيب واحدة وقد علمنا أن أبا طالب يخفف عنه العذاب بما عمل في الدنيا فلا مانع من أن يخفف عنه شيئا من العذاب لقاء ما قدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>