-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث فوق ما تقدم]-
١ - امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يفهموه وأما ما رواه أبو داود "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات" وهي صعاب المسائل فإن ذلك محمول على ما لا نفع فيه أو ما خرج على سبيل التعنت أو التعجيز
٢ - وفيه إشارة إلى أن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز له بابا يدخل منه بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه
٣ - وأن الملغز له ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال
٤ - وفيه التحريض على الفهم في العلم
٥ - واستحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة ولهذا تمنى عمر أن يكون ابنه لم يسكت
٦ - وفيه دليل على بركة النخلة وما تثمره
٧ - وفيه دليل على أن بيع الجمار جائز لأن ما جاز أكله جاز بيعه
٨ - وفيه دليل على جواز تجمير النخل وليس ذلك من قبيل إضاعة المال
٩ - وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام وتصوير المعاني لترسخ في الذهن
١٠ - وفيه توقير الكبير وتقديم الصغير أباه في القول وأنه لا يبادره بما فهمه
١١ - وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه لأن العلم مواهب والله يؤتي فضله من يشاء
١٢ - واستدل به مالك على أن الخواطر التي تقع في القلب من محبة الثناء على أعمال الخير لا يقدح فيها إذا كان أصلها الله وذلك مستفاد من تمني عمر المذكور ووجه تمني عمر رضي الله عنه ما طبع عليه الإنسان من محبة الخير لنفسه ولولده ولتظهر فضيلة الولد في الفهم من صغره ليزداد من النبي صلى الله عليه وسلم حظوة ولعله كان يرجو أن يدعو له إذ ذاك بالزيادة في الفهم
١٣ - وفيه إشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها
والله أعلم.