(إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى عنقه) وفي الرواية الخامسة "ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته" وفي ملحقها "ومنهم من تأخذه النار إلى حقويه" والحجزة بضم الحاء وسكون الجيم معقد الإزار والسراويل من وسط الإنسان والترقوة بفتح التاء وضم القاف هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق والحقو بفتح الحاء وكسرها مع سكون القاف معقد الإزار كالحجزة والمراد هنا ما يحاذي ذلك الموضع من جنبيه والمراد من "منهم" أهل النار من الكافرين وقد جاء في الصحيح "إن أهون أهل النار عذابا رجل يضع أخمصتاه على جمرتين من النار يغلي منهما دماغه" فالأصناف المذكورة في أحاديثنا ليست للحصر
(احتجت النار والجنة) أي شكت كل منهما إلى ربها وأقامت حجتها وفي الرواية الثامنة "تحاجت الجنة والنار" أي تجادلت كل منهما وأقامت كل منهما حجتها
(فقالت هذه) في الكلام لف ونشر مرتب والإشارة الأولى للنار وفي الرواية الثامنة "فقالت النار"
(يدخلني الجبارون والمتكبرون) فأنا صاحبة الحظوة والتقدم وفي الرواية السابعة والثامنة "أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين"
(وقالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين) وفي الرواية السابعة والثامنة "قالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم" وفي الرواية الثامنة "وغرثهم" قال النووي أما "سقطهم" فبفتح السين والقاف أي ضعفاؤهم والمحتقرون منهم وأما "عجزهم" فبفتح العين والجيم جمع عاجز أي العاجزون عن طلب الدنيا العاجزون عن التمكن فيها وعن الثراء والشوكة وأما رواية "لا يدخلني إلا ضعاف الناس وغرثهم" فروي على ثلاثة أوجه حكاها القاضي وهي موجودة في النسخ إحداها "غرثهم" بغين مفتوحة وراء ساكنة بعدها ثاء ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع والغرث الجوع الثاني "عجزتهم" بعين وجيم وزاي جمع عاجز الثالث "غرتهم" بغين مكسورة وراء مشددة مفتوحة وهكذا هو الأشهر في نسخ بلادنا أي البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا وهو نحو الحديث الآخر "أكثر أهل الجنة البله" قال القاضي ٣٢٣ معناه سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للسنة فتدخل عليهم الفتنة أو تدخلهم في البدعة أو غيرها فهم ثابتو الإيمان وصحيحو العقائد وهم أكثر المؤمنين وهم أكثر أهل الجنة وأما العارفون والعلماء العاملون والصالحون المتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات
قال وقيل معنى الضعفاء هنا وفي الحديث الآخر "أهل الجنة كل ضعيف متضعف" أنه الخاضع لله المذل نفسه لله سبحانه وتعالى ضد المتجبر المستكبر قال النووي وهذه المحاجة على