٦٢٨٣ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال "يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا" فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا قال "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا" ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر
٦٢٨٤ - وفي رواية عن أبي طلحة قال لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا (وفي حديث روح بأربعة وعشرين رجلا) من صناديد قريش فألقوا في طوي من أطواء بدر وساق الحديث بمعنى حديث ثابت عن أنس
-[المعنى العام]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع ما لا نسمع من أصوات حقيقية فقد كان يسمع القرآن من جبريل عليه السلام والصحابة جالسون لا يسمعون شيئا ويرى بعين بصره ما لا نرى كما يصور له من المعاني في صور المحسوسات ما لم يصور لنا فقد صورت له الجنة والنار ورأى صورتهما في عرض الحائط مما لم يقع ولكنه سيقع
والإنسان يستعيذ بالله تعالى من شر ما وقع فيعان على تحمله وعلى عدم الفتنة به
ويستعيذ بالله مما سيقع ليعينه الله عليه عند وقوعه وأمر الشارع بالاستعاذة من شيء دليل قاطع على وجود هذا الشيء وجودا ما فأمرنا بالاستعاذة {من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس}[الناس ٤ - ٦] دليل لا شك في وجوده
وعليه فالأمر بالاستعاذة من عذاب القبر دليل على أن للقبر عذابا ما بوجه ما ولما كان الميت من الإنسان يقبر غالبا منذ أن قتل ابن آدم أخاه وجعل القرآن الإقبار منة امتن بها على الإنسان بقوله {ثم أماته فأقبره}[عبس ٢١] لما كان ذلك كذلك صح أن يسند ما يقع بعد الموت إلى القبر وإن لم يقبر ولما كان الزمن لا قدر له عند من مات كان ما يقع له بين الموت والحساب هو مما يقع له في الآخرة فعنده مسافة البرزخ يوم أو بعض يوم مهما طالت ومما هو معلوم أن الميت [حين تبلغ الحلقوم] يرى إن كان من المقربين {فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب