للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا) أي الشياطين هي التي حرمت عليهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى وزينت لهم تحريمها وما حرمها الله والشياطين هي التي أوحت إليهم أن يشركوا بي أصناما وأن يجعلوا لهم من الأنعام ما يجعلون يشير إلى قوله تعالى {وما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون} [المائدة ١٠٣] وإلى قوله تعالى {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} [الأنعام ١٢١] وقوله تعالى {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون} [الأنعام ١٣٦] وقوله تعالى {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون} [الأنعام ١٣٨]

(وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب) "عربهم وعجمهم" بدل من "أهل الأرض" بدل بعض من كل فهو مجرور والرواية بالنصب بدل من مفعول "مقتهم" وفي الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة وكان الأصل وإنني نظرت والمقت أشد البغض قال النووي والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ أي كانت أحوال أهل الأرض سيئة مما اقتضى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم

(إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك) معناه لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده والصبر في الله تعالى وغير ذلك وأبتلي بك من أرسلتك إليهم فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعاته ومنهم من يتخلف ويعلن العداوة والكفر ومنهم من ينافق

قال النووي والمراد من الامتحان أن يظهر واقعا بارزا ما علمه الله تعالى أنه سيكون فهو إنما يعاقب العباد على ما وقع منهم لا على ما يعلمه قبل وقوعه وإلا فهو سبحانه وتعالى عالم بجميع الأشياء قبل وقوعها وهذا نحو قوله تعالى {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} [محمد ٣١] أي نعلمهم فاعلين ذلك متصفين به

(وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء) أي محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على مر الزمان

(تقرؤه نائما ويقظان) قال العلماء معناه يكون محفوظا لك في حالتي النوم واليقظة وقيل تقرؤه في يسر وسهولة

(وإن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة) "يثلغوا" بفتح اللام أي يشدخوه ويشقوه ويشجوه والأمر بالتحريق أمر بالقسوة عليهم ولو بإبادتهم وإبادة ممتلكاتهم ومعنى "فيدعوه خبزة" أي مكسرة قطعا

<<  <  ج: ص:  >  >>