(من حوسب يوم القيامة عذب) في الرواية الثانية "ليس أحد يحاسب إلا هلك" وفي ملحقها "من نوقش الحساب هلك" والمناقشة من النقش وهو استخراج الشوكة والمراد بالمناقشة هنا الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة فالمراد من الحساب في قوله "من حوسب" أي حساب استقصاء أي تحرير الحساب ومعنى "عذب" أي عذب بالنار جزاء على السيئات التي أظهرها الحساب وقوله "هلك" معناه هلك بالعذاب في النار أي عذب وقيل نفس المناقشة عذاب وهلاك لما فيها من التوبيخ
(أليس قد قال الله تعالى {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}) تمسكت عائشة بمطلق لفظ الحساب في "من حوسب" ولم تلاحظ المراد منه وهو المناقشة وما تتضمن من توبيخ فأجابها صلى الله عليه وسلم بأن الحساب اليسير هو العرض
(ليس ذاك الحساب إنما ذاك العرض) وفي رواية "قلت يا رسول الله إن الله يقول {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا} وعند أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فقلت يا رسول الله ما الحساب اليسير قال أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه إن من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك"
-[فقه الحديث]-
١ - في الحديث إثبات الحساب وإثبات العرض
٢ - وأن مناقشة الحساب واستقصاءه والسؤال عن الصغيرة والكبيرة عذاب
٣ - وفيه مناقشة التلميذ لشيخه واستفهامه عما يشتبه عليه
٤ - وسعة صدر الشيخ وتفهيم الشيخ التلميذ ما يشكل عليه