(وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة) في الرواية الثالثة والثلاثين "وأجبر الناس عند مصيبة" قال النووي هكذا في معظم الأصول "وأجبر" بالجيم وكذا نقله القاضي عن رواية الجمهور وفي رواية بعضهم "وأصبر" بالصاد قال القاضي والأول أولى لمطابقة الرواية الأخرى "وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة" وهذا بمعنى "أجبر" وفي بعض النسخ "أخبر" بالخاء ولعل معناه أخبرهم بعلاجها والخروج منها
(فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة) الشرطة بضم الشين طائفة من الجيش تقدم للقتال وأما قوله "فيشترط المسلمون" فضبطوه بوجهين أحدهما بياء ثم شين ثم تاء والثاني "فيتشرط" بياء ثم تاء وتشديد الراء
(فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام)"نهد" بفتح النون والهاء أي نهض وتقدم
(فيجعل الله الدبرة عليهم) أي على أهل الروم والدبرة بفتح الدال والباء الهزيمة ورواه بعض رواة مسلم "فجعل الله الدائرة عليهم"
(حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا)"جنباتهم" بفتح الجيم والنون ثم باء أي نواحيهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم "بجثمانهم" بضم الجيم وسكون الثاء أي شخوصهم وقوله "فما يخلفهم" بضم الياء وفتح الخاء وتشديد اللام المكسورة أي فما يجاوزهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم "فما يلحقهم" أي يلحق آخرهم
(فبأي غنيمة يفرح) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي فلا يفرح بأي غنيمة
(أو أي ميراث يقاسم) بفتح السين أي لا يقاسم ميراث فقد صار كله لواحد
(إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ) إذ سمعوا صارخا يصرخ بشدة أكبر مما هم فيها وهي الدجال قال النووي هكذا هو في نسخ بلادنا "ببأس هو أكبر" بباء في "بأس" وفي "أكبر" وعن بعضهم "بناس" بالنون و"بأكثر" بالثاء بدل الباء والصواب الأول ففي رواية أبي داود "سمعوا بأمر أكبر من ذلك"
(لعله نجى معهم) أي لعله يناجيهم ويحدثهم حديث السر فلا يليق أن أدخل عليهم أي ثم قلت في نفسي أخاف عليه أن يغتالوه فقمت بينهم وبينه
(فذكر الدخان) قال النووي هذا الحديث يؤيد قول من قال إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقد سبق في كتاب بدء الخلق قول من قال هذا وإنكار ابن مسعود عليه وأنه قال إنما هو عبارة عما نال قريشا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء هيئة الدخان وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن قال النووي ويحتمل أنهما دخانان