(فانقادت معه كالبعير المخشوش) بالخاء والشين وهو الذي يجعل في أنفه خشاش بكسر الخاء وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد
(حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما يعني جمعهما)"المنصف" بفتح الميم والصاد وهو نصف المسافة ومعنى "لأم" بهمزة مقصورة وممدودة أي جمع بينهما ووقع في بعض النسخ "الام" بالألف من غير همزة
(فحانت مني لفتة) أي نظرة إلى الجنب وهي بفتح اللام ووقع لبعض الرواة "فحالت" باللام والمشهور بالنون وهما بمعنى فالحين والحال الوقت أي وقعت واتفقت وكانت
(فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي)"حسرته" بحاء وسين مفتوحة مخففة أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار صالحا لقطع الأغصان به وهو معنى قوله "فانذلق" بالذال أي صار حادا وقال الهروي ومن تابعه الضمير في "حسرته" عائد على الغصن أي حسرت غصنا من أغصان الشجرة أي قشرته بالحجر وأنكر القاضي عياض هذا على الهروي ومتابعيه وقال سياق الكلام يأبى هذا لأنه حسره ثم أتى الشجرة فقطع الغصنين ولأنه قال حسرته فانذلق والذي يوصف بالانذلاق الحجر لا الغضن وصوب النووي عود الضمير على الحجر ثم قال واعلم أن قوله "فحسرته" بالسين هو في جميع النسخ وكذا هو في الجمع بين الصحيحين وفي كتاب الخطابي والهروي وجميع كتب الغريب وادعى القاضي روايته عن جميع شيوخهم لهذا الحرف بالشين وادعى أنه أصح وليس كما قال
(فقلت قد فعلت فعم ذاك) أي فعن أي شيء هذا العمل وما فائدته
(أن يرفه عنهما) أي يخفف العذاب عن صاحبي القبرين
(وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد) الأشجاب هنا جمع شجب بسكون الجيم وهو السقاء الذي قد أخلق وبلى وصار شنا يقال شاجب أي يابس وهو من الشجب الذي هو الهلاك ومثله قوله صلى الله عليه وسلم "قام إلى شجب فصب منه الماء وتوضأ" ومثله قوله صلى الله عليه وسلم لجابر هنا "فانظر هل في أشجابه من شيء" قال النووي وأما قول المازري وغيره إن المراد بالأشجاب هنا الأعواد التي تعلق عليها القربة فغلط لقوله "يبرد فيها على حمارة من جريد" وأما الحمارة بكسر الحاء وتخفيف الميم ممدودة فهي أعواد تعلق عليها أسقية الماء قال القاضي ووقع لبعض الرواة "حمار" بحذف الهاء ورواية الجمهور "حمارة" وكلاهما صحيح