(فيسمعهم الداعي) بضم الياء وكسر الميم، و"الداعي" فاعل، أي يصل صوت الداعي إليهم جميعا بقوة ودرجة واحدة.
(وينفذهم البصر) بفتح الياء وضم الفاء والذال، وروي بضم الياء يقال: نفذ البصر القوم إذا بلغهم وجاوزهم، وأنفذ البصر القوم إذا خرقهم وسرى فيهم، و "أل" في البصر للعهد. قيل: بصر الرحمن، ورد بأن بصر الرحمن ينفذ في عباده، وهو مطلع عليهم في كل وقت وفي الأرض المستوية وغير المستوية، فالأصح أن المراد بصر المخلوق، والمعنى: أنه يحيط بهم الناظر، لا يخفى عليه منهم شيء، لاستواء الأرض وعدم وجود شيء عليها يستر الناظرين، ورواه بعضهم بالدال المهملة "ينفدهم" أي يبلغ أولهم وآخرهم، حتى يراهم كلهم، ويستوعبهم.
(وتدنو الشمس) من رءوس الناس، كما سيوضح في فقه الحديث.
(ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ) بفتح الغين، أي ما صل وانتهى إلينا من الكرب والشدة. قال النووي: بفتح الغين هذا هو الصحيح المعروف، وضبطه بعض الأئمة المتأخرين بفتح الباء واللام وإسكان الغين، وله وجه ولكن المختار فتح الغين، ويدل عليه قوله في أول الحديث:"ألا ترون ما قد بلغكم"؟ ولو كان بإسكان الغين لقال: بلغتم. اهـ.
(إن ربي غضب اليوم) المراد من الغضب لازمه، وهو ما يظهر من انتقامه وإيصال السوء لبعض عصاته، مما يشاهده أهل الموقف من الأهوال التي لم تكن، ولا يكون مثلها، كما أن الرضى في حقه تعالى ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة، لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضى.
(نفسي نفسي) مبتدأ وخبر، أي نفسي هي روحي وكل ما أملك وأحرص عليه في هذا الوقت. قاله بعضهم: والأولى جعل الأولى مبتدأ محذوف الخبر، أو خبرا لمبتدأ محذوف، والثانية تأكيدا، يؤيد ذلك تكرير "نفسي" في بعض الروايات ثلاث مرات، والتقدير: نفسي هي المستحقة للشفاعة، أو المستحق للشفاعة نفسي.
(ثم قال: يا محمد. ارفع رأسك) فيه التعبير بالماضي بدل المضارع لتحقق الوقوع، والأصل فيقول على لسان جبريل كما سبق بيانه.
(إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة) المصراعان بكسر الميم جانبا الباب، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال.
(كما بين مكة وهجر -أو كما بين مكة وبصرى) شك من الراوي في أي اللفظتين جاء، و"هجر" اسم مدينة ببلاد البحرين. قال الجوهري في صحاحه:"هجر" اسم بلد مذكر مصروف. وقال الزجاجي في الجمل "هجر" يذكر ويؤنث. قال النووي: و"هجر"