للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأصل مصدر، لا فعل له، واختلف في معناه، فقيل: كلمة تهديد ووعيد تقال لمن وقع في مهلكة، أي مهلكة للأعقاب في النار، وقيل: معناها أشد العذاب للأعقاب في النار، وقيل: معناها حزن لصاحب الأعقاب في النار، وقيل: هي علم على واد في جهنم وعليه لا يحتاج الابتداء به إلى مسوغ، والأعقاب جمع عقب بكسر القاف، وهو العظم المتأخر في القدم، مما يصيب الأرض إلى موضع الشراك، و "أل" في الأعقاب للعهد، أي الأعقاب التي لم يصبها الماء في الوضوء و "من " في قوله "من النار" قيل: للبيان، مثلها في قوله تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} [الحج: ٣٠] والمعنى ويل أي نار للأعقاب، وقيل: هي بمعنى "في" مثلها في قوله {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} [الجمعة: ٩] وهل الويل للأعقاب نفسها؟ أو لأصحابها، ففي الكلام مضاف محذوف؟ قولان. سيأتي توضيحهما في فقه الحديث.

(رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة) قال العيني: لم يقع لعبد الله بن عمرو سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة على وجه التحقق إلا في حجة الوداع أما غزوة الفتح فقد كان فيها، لكن لم يرجع النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلى المدينة من مكة، بل رجع إلى المدينة من الجعرانة، قال: ويحتمل أن تكون عمرة القضاء، فإن هجرة عبد الله بن عمرو كانت في ذلك الوقت أو قريبا منه. اهـ.

(تعجل قوم عند العصر) أي تعجلوا الوضوء والصلاة لإدراك الوقت، وفي رواية البخاري "فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة" أي غشيتنا الصلاة، أي حملتنا الصلاة على أدائها لضيق وقتها.

(فتوضئوا وهم عجال) بكسر العين، جمع عجلان، كغضبان وغضاب.

(فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء) "لم يمسها الماء" في موضع الحال من فاعل "تلوح" التي بمعنى تبدو، وجملة "وأعقابهم تلوح" في موضع الحال من الضمير في "إليهم" أي انتهينا إليهم، والحالة أن أعقابهم تبدو غير مبتلة.

(تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه) هو السفر السابق من مكة إلى المدينة، ومعنى "تخلف عنا" تأخر خلفنا.

(فأدركنا وقد حضرت صلاة العصر) "أدركنا" بفتح الكاف أي لحق بنا، وجملة "وقد حضرت صلاة العصر" في محل النصب على الحال، والمراد من حضور الصلاة حضور وقتها وضيقه عن أدائها.

(فجعلنا نمسح على أرجلنا) "جعل" من أفعال المقاربة، تعمل عمل "كاد" ترفع الاسم، وخبرها جملة فعلية، واسمها "نا" في "جعلنا" والمراد بالمسح هنا الغسل الخفيف المتقطع الذي يشبه المسح، وسيأتي إيضاحه في فقه الحديث. وجمع الأرجل مع أن الواحد له رجلان فقط لمقابلته بالجمع في "جعلنا" فأفاد التوزيع، والمراد من الأرجل الأقدام من إطلاق الكل وإرادة الجزء.

(رأى قوما يتوضئون من المطهرة) قال النووي: قال العلماء: المطهرة كل إناء يتطهر به،

<<  <  ج: ص:  >  >>