بيميننا وأن يحرم شعرنا وجسدنا على النار، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يثبت أقدامنا على الصراط المستقيم يوم تزل الأقدام.
-[المباحث العربية]-
(إذا توضأ العبد المسلم) في لفظ "توضأ" مجاز المشارفة، أي إذا أراد الوضوء وأشرف عليه، وذلك ليصح عطف "فغسل وجهه" إلخ إذ غسل الوجه واليدين والرجلين هو الوضوء، وزيادة لفظ "العبد" لإفادة إخلاص العبادة، أي إذا توضأ مستشعرا بأنه عبد مخلص مطيع الأوامر.
(أو المؤمن) شك من الراوي في أي اللفظين صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
(خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء) جملة "نظر إليها بعينيه" في محل الجر صفة لخطيئة، والخطيئة -كما في القاموس- الذنب، أو ما تعمد منه كالخطء بكسر الخاء، والخطأ ما لم يتعمد، و "مع الماء" متعلق بخرج، والتقدير: إذا غسل وجهه خرج من وجهه مع الماء كل خطيئة منظور إليها بعينيه. وفي "إليها" مجاز مرسل بعلاقة السببية لأنه لا ينظر إلى نفس الخطيئة، إذ المرأة الأجنبية مثلا سبب الخطيئة، وليست هي عين الخطيئة وخروج الخطيئة من الوجه ونحوه مجاز عن المغفرة والعفو، إذ الخطايا ليست بأجسام كامنة في الجسم حتى تخرج، ويمكن إجراؤه على الاستعارة التصريحية التبعية في "خرج" بأن يقال: شبه العفو عن ذنب الوجه والعين بالخروج بجامع الانفصال في كل، واستعير الخروج للعفو واشتق منه خرج من الوجه بمعنى عفى عن ذنب الوجه على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
(أو مع آخر قطر الماء) شك من الراوي في أي العبارتين صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطر الماء بفتح القاف وسكون الطاء ما قطر الماء، والواحدة قطرة، أي مع النقاط الأخيرة التي تتساقط من غسل الوجه.
(خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه)"كان" زائدة، وجملة "بطشتها يداه" في محل الجر صفة "خطيئة" أي كل خطيئة مبطوشة بيديه، ويحتمل أن يكون اسم "كان" ضمير الحال والشأن، وجملة "بطشتها يداه" خبر "كان" أو اسمها ضمير يعود على العبد المسلم.
(حتى تخرج من تحت أظفاره) شبه محو الذنوب وغفرانها بخروجها، وشبهت الذنوب الصغيرة بالأجرام الدقيقة المستترة تحت الأظفار، وخروج ما تحت الأظافر نهاية في النظافة.
-[فقه الحديث]-
ظاهر قوله "خرج من وجهه" و"خرج من يديه" و"خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه" أن التكفير