للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والإنجيل الموجودان الآن بين أظهرنا صغيران مبدّلان في الخط والمعنى لا يجوز مطالعتهما ولا النظر فيهما، ولقد رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بيد عمر بن الخطاب قطعة من التوراة فغضب -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: يا عمر لو كان موسى حَيًّا لما وسعه إلا اتباعي، وأما قول من قال بجواز الاستنجاء بهما فغير سديد، فإنّ نفس الحروف لها حرمة.

قلت: وما ذهب إليه حكى [عن] الزركشي فيه الإجماع، وسبقه إلى نحوه المتقي السبكي، ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة -اهـ- من ذيل القضاة، والضوء اللامع للسخاوي -رحمه اللَّه تعالى.

قلت: ومسألة النقل عن التوراة والإنجيل من المسائل الواقعة بين البرهان البقاعي والحافظ السخاوي، وألّفا فيها وقد ألمّ بشئ منها الحافظ ابن حجر في آخر شرح البخاري، واللَّه أعلم.

٩٦ - أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي (١).

الشيخ العالم المفسر، أخذ عن الإمام ابن عرفة وأبي الحسن البطروني (٢)، والولي ابن خلدون وأبي مهدي عيسى الغبريني وغيرهم. له تقييد جليل في التفسير قيّده عن ابن عرفة فيه فوائد وزوائد ونكت، ووقع له فيه قصة، وذلك أنه لما ألفه سمع بذلك الأمير الفقيه الحسين ابن السلطان أبي العباس الحفصي، فراسله فيه وطلبه منه فامتنع وماطله أيامًا، ثمَّ أرسل إليه وأمر رسله أن لا يفارقوه حتى يسلّمه لهم، فلما رأى الشيخ صاحب الترجمة الجدّ في الأمر أخذ منه من سورة الرعد إلى الكهف ودفع لهم الباقي، فمشوا به ثم مات ومات الأمير أيضًا وبيع التقييد في تركته، فسافر به مشتريه إلى بلاد السودان، فبقي أهل تونس لا شعور لهم به، فلذلك كان أصل نُسَخِه من نسخة السودان، ومن هناك انتشر، وقد كان الشيخ لما طولب به اختصر منه تقييدًا صغيرًا جدًا، وهو موجود بيد الناس. ولم أقف على مولده ووفاته، وذكر في


(١) انظر شجرة النور الزكية ٢٥١، الحلل السندسية ١/ ٣/ ٦٥٠، كشف الظنون ١/ ٤٣٨ - ٤٣٩، معجم المؤلفين ٢/ ٨٥، بروكلمان ٢/ ٤٩ (الألمانية).
(٢) في شجرة النور الزكية: البطرني.

<<  <   >  >>